نص خبر ـ متابعة
شهدت القارة الإفريقية خلال النصف الأول من عام 2025 طفرة غير مسبوقة في قطاع السياحة، حيث سجلت أسرع وتيرة نمو سياحي على مستوى العالم، مدفوعة بتعافي السفر الدولي وتوسع الاستثمارات في البنية التحتية والخدمات السياحية. ووفق تقرير منظمة السياحة العالمية التابعة للأمم المتحدة، فإن منطقة شمال إفريقيا تصدرت هذا النمو بشكل ملحوظ، وكانت مصر في المقدمة كأكثر وجهة جذبًا للسياح، نتيجة لتنوع مقوماتها السياحية وتكاملها بين التاريخ العريق والمشروعات الحديثة. هذا التقدم يعكس مكانة مصر العالمية، ليس فقط كبلد يمتلك حضارة ممتدة لآلاف السنين، بل أيضًا كوجهة قادرة على المنافسة بفضل استراتيجيات التطوير المتواصلة.
لطالما كانت مصر من أبرز الوجهات الثقافية على مستوى العالم، حيث تستقطب ملايين السياح سنويًا ممن يرغبون في زيارة أهرامات الجيزة، وادي الملوك، ومعابد الكرنك والأقصر، والمتاحف التي تزخر بآثار تعكس حضارة تمتد جذورها لآلاف السنين. وخلال السنوات الأخيرة، حظيت هذه المواقع بمشروعات تطوير وترميم واسعة، إلى جانب افتتاح المتحف المصري الكبير المتوقع أن يكون من أكبر وأهم المتاحف العالمية. كل هذه العوامل عززت من مكانة مصر كوجهة ثقافية وتراثية لا مثيل لها، حيث يجد الزائر فرصة فريدة لملامسة التاريخ والعيش في أجواء حضارة لا تزال تبهر العالم.
المدن الساحلية ومشروعات التطوير
لم يقتصر نجاح مصر السياحي على السياحة الثقافية فقط، بل امتد ليشمل المدن الساحلية مثل شرم الشيخ والغردقة ومرسى علم والإسكندرية، التي شهدت خلال الفترة الأخيرة استثمارات ضخمة في البنية التحتية، وتطوير المنتجعات والفنادق، بالإضافة إلى التوسع في أنشطة السياحة الترفيهية والبيئية. كما ساهمت استضافة مصر لعدد من الفعاليات الدولية الكبرى في تسليط الضوء على هذه الوجهات، ما جعلها نقطة جذب أساسية للسياح الباحثين عن المتعة والاستجمام وسط الشواطئ الذهبية والشعاب المرجانية الخلابة. هذه المشاريع عززت من قدرة مصر على منافسة أهم الوجهات الساحلية العالمية.
تعزيز بيئة السفر الإقليمي وزيادة الرحلات الجوية
واحدة من أهم العوامل التي ساعدت مصر على تصدر قائمة الوجهات الإفريقية الأكثر جذبًا للسياح هي تحسن بيئة السفر الإقليمي وزيادة عدد الرحلات الجوية المباشرة من مختلف أنحاء العالم. فقد عملت الحكومة بالتعاون مع شركات الطيران على فتح مسارات جديدة وتسهيل إجراءات الدخول، مما جعل الوصول إلى مصر أكثر سهولة وسرعة. ومع زيادة الطلب، توسعت خطوط الطيران في رحلاتها إلى المدن السياحية المصرية، الأمر الذي ساعد في جذب شرائح أوسع من السياح. كما أن الاستقرار النسبي في المنطقة جعل من مصر خيارًا آمنًا ومثاليًا للسفر، وهو ما عزز من ثقة السياح وشجعهم على زيارتها.
في الختام، لا شك أن تصدر مصر قائمة الوجهات السياحية الأكثر جذبًا في إفريقيا لعام 2025 هو نتيجة طبيعية لمزيج فريد من العوامل، يجمع بين التاريخ العريق، التطوير الحديث، والموقع الجغرافي المتميز. ومع استمرار الاستثمار في البنية التحتية السياحية، والتوسع في الترويج الخارجي، تبدو مصر ماضية في ترسيخ مكانتها كواحدة من أبرز الوجهات السياحية على مستوى العالم، مما يفتح آفاقًا أوسع لمستقبل واعد في هذا القطاع الحيوي.