نص خبر ـ متابعة
“محارب الصحراء”، من إنتاج مجموعة “أم.بي.سي” السعودية والمنتج الأميركي جيريمي بولت، التاريخ العربي في القرن السابع الميلادي، حيث قاومت القبائل العربية أطماع الإمبراطورية الساسانية، من خلال قصة الأميرة هند ووالدها الملك النعمان، وفق لغة بصرية عالية تعبر عن صلابة الصحراء وتاريخ أهلها الذين صمدوا أمام الغزاة.
ملحمة تاريخية
وصنف الفيلم أنه ملحمة سينمائية تاريخية، حيث تُركّز القصة على الأميرة هند التي ترفض الخضوع للإمبراطور الساساني كسرى، وتفرّ مع والدها إلى قلب الصحراء، حيث تجد نفسها في مواجهة مصيرية مع مصير قبائلها. تتطور القصة نحو لحظة حاسمة في التاريخ العربي وهي معركة ذي قار، التي يُصوّرها الفيلم كرمز للوحدة والمقاومة ضد الغزو الأجنبي.
إنتاج ضخم
الفيلم الذي أنتج عام 2025 أخرجه روبرت وايت، بينما كتب السيناريو جيريمي بولت، وشارك في بطولته نخبة من النجوم العرب والعالميين، أبرزهم البريطانيان بن كينغسلي وعائشة هارت والأميركي أنطوني ماكي والجنوب إفريقي شارلتو كوبلي والنجم السوري غسان مسعود. حصل في قاعدة بيانات الأفلام العالمية على تقييم 7.9، ليشكل أضخم إنتاج سينمائي سعودي وفق المعايير الهوليودية.
أُنتج الفيلم بميزانية ضخمة تصل إلى نحو 150 مليون دولار، ليُعدّ من أضخم الأعمال السينمائية في المنطقة. تم تصوير مشاهده في مواقع طبيعية خلابة داخل نيوم وتبوك في المملكة العربية السعودية، بدعم من هيئة الأفلام وبرامج الحوافز الإنتاجية التي أطلقتها السعودية لجذب الإنتاجات العالمية.
آراء النقاد
واهتمت مجلة ديد لاين الإلكترونية، المتخصصة في أخبار صناعة الترفيه، بالفيلم حيث سلطت الضوء عليه في مراجعة للناقد دامون وايز خلال عرض الفيلم بمهرجان زيورخ السينمائي في سويسرا الثلاثاء الماضي. اعتبر وايز أن الفيلم، رغم ما مر به من صعوبات إبداعية وإنتاجية، يعد بشكله النهائي معجزة بصرية، بفضل قوة التصوير واللقطات المستوحاة من كلاسيكيات السينما العالمية، لكنه رأى أن العمل يعاني من إيقاع مترهل وتعدد في الرؤى الإخراجية ما حال دون اكتمال صورته كملحمة متماسكة.
وفي مقال نشره موقع سكرين ديلي، الموقع الرسمي لمجلة سكرين أنترناشيونال، للناقدة ويندي إيدي جاء فيه أن الفيلم الذي صور في منطقة تبوك السعودية، يشكل استثماراً كبيراً في جمالية الصحراء العربية، ولا سيما أنه مذهل بصريا ويبرع في مشاهد القتال والإخراج الميداني، لكنه يفتقر برأيها إلى العمق العاطفي في رسم الشخصيات، الأمر الذي قد يحد من جاذبيته للجمهور الدولي، رغم أنه يمثل شهادة قوية على قدرة السعودية على إنتاجات سينمائية ضخمة.
أما مجلة فارايتي الأميركية، وعبر تقرير للكاتب نيك فيفاريلي، فقد تناولت البعد الإنتاجي للعمل، مؤكدةً أنه أول فيلم سعودي ضخم على طراز هوليوود بميزانية تصل إلى 150 مليون دولار، جرى تصويره قرب مدينة نيوم المستقبلية.
خطوة فارقة في السينما العربية
وأشار فيفاريلي إلى أن الفيلم مر بمراحل طويلة من إعادة التصوير وإعادة المونتاج، قبل أن يعود المخرج روبرت وايت للإشراف على نسخته النهائية، ليغدو اليوم واجهة لطموحات السعودية في صناعة سينما قادرة على المنافسة العالمية، عبر تعاون مع جهات إنتاجية لها سمعتها.
وبين اختلاف وجهات النظر النقدية، يتفق المتابعون على أن “محارب الصحراء” يمثل خطوة فارقة في مسار السينما العربية، كونه يضع الصحراء العربية بجبالها وتاريخها في قلب الإنتاج العالمي، ويكشف عن إرادة واضحة في صياغة هوية سينمائية جديدة، قادرة على مخاطبة الجمهور المحلي والدولي على حد سواء.