أفضل 10 وجهات عالمية لمراقبة الحياة البرية والطيور

نص مقال ـ متابعة
تُعد السياحة البيئية ومشاهدة الحياة البرية من أكثر التجارب التي تمنح المسافر اتصالًا مباشرًا مع الطبيعة، وتسمح له بمراقبة الحيوانات في موائلها الأصلية بعيدًا عن الصخب الحضري. حول العالم، تنتشر وجهات فريدة توفر مغامرات لا تُنسى بين السافانا والغابات المطيرة والجبال والسهول الساحلية. وفي هذا المقال، نستعرض عشر وجهات بارزة تُعد من الأفضل عالميًا لعشاق مراقبة الحيوانات البرية والطيور والكائنات النادرة، خمسٌ منها في القارة الإفريقية وخمس خارجها، لتناسب مختلف اهتمامات وهواة السفر.

كينيا وتنزانيا: القلب النابض للسافانا الإفريقية
تأتي كينيا على رأس الوجهات العالمية لمشاهدة الحياة البرية، وخصوصًا في محمية ماساي مارا التي تُعد امتدادًا طبيعيًا لسيرينغيتي في تنزانيا. تشتهر المنطقة بالهجرة السنوية الكبرى لملايين الحيوانات البرية مثل الحمار الوحشي والنو الأفريقي والغزلان، إضافة إلى الأسود والفهود والضباع. وتقدم الرحلات البرية المفتوحة “سفاري الجيب” تجربة بصرية وحسية فريدة، خصوصًا مع مشاهد شروق الشمس فوق السهول الذهبية. أما تنزانيا، فتحتضن متنزه سيرينغيتي الوطني ومنطقة نجورونجورو البركانية المحمية، وهما من أغنى البيئات البرية في القارة. وتمنح هذه الوجهات فرصة لرؤية “الخمسة الكبار” (الأسد، الفيل، الجاموس، وحيد القرن، الفهد)، إلى جانب الطيور المهاجرة والزرافات وفرس النهر.

تنوع طبيعي مذهل في ناميبيا وجنوب إفريقيا وأوغندا
تتميز ناميبيا بمناظر صحراوية فريدة وسهول قاحلة تتباين مع مناطق خصبة تحتوي على حيوانات نادرة. يعد منتزه إيتوشا الوطني من أهم مواقع مراقبة الأسود والفيلة ووحيد القرن الأسود المهدد بالانقراض، بينما تمنح كثبان صحراء ناميب للمسافر تجربة استثنائية تجمع بين المغامرة والسكون. وفي جنوب إفريقيا، يوفر متنزه كروغر الوطني شبكة واسعة من المحميات والمنتجعات البرية التي تسمح للسياح بالإقامة وسط الطبيعة. ويمكن للزائر مشاهدة التماسيح والظباء والقطط الكبيرة بأمان وبإشراف متخصصين. أما أوغندا، فتُعد موطنًا رئيسيًا للغوريلا الجبلية في غابات بويندي غير القابلة للاختراق، حيث تُنظَّم رحلات محدودة السماح للحفاظ على توازن البيئة الطبيعية. كما تستضيف أوغندا الشمبانزي والعديد من الطيور النادرة في حدائق الملكة إليزابيث الوطنية.

وجهات عالمية خارج إفريقيا لمغامرات الحياة البرية
خارج إفريقيا، تتنوع الوجهات التي تمنح تجارب برية خلابة لا تقل سحرًا عن نظيراتها في القارة السمراء. في جزيرة بورنيو بجنوب شرق آسيا، يمكن مشاهدة إنسان الغاب في غابات الأمطار الاستوائية، إضافة إلى قرود Proboscis والفيلة القزمة والتماسيح. وتُعد المنتزهات في ولايتي صباح وسرواك الماليزيتين من أهم أماكن الحماية للمخلوقات النادرة. وفي أستراليا، تُعتبر الحياة البرية جزءًا من هوية البلاد؛ إذ يمكن مراقبة الكانغارو، والكوآلا، ووحيد القرن البحري، وأنواع الطيور المحلية في مناطق مثل كوينزلاند وتسمانيا وكاكادو. أما البرازيل، فتحتضن منطقة بانتانال، التي تُعد أكبر مستنقع استوائي في العالم وتوفر فرصة نادرة لمشاهدة جاكوار البري والطيور الملونة والكايمان. وفي كوستاريكا، تُعد الغابات المطيرة ومحمية مونتيفيردي البيئية وبارك كوركوفادو من أهم المواقع لمحبي مراقبة الطيور والكسلان والضفادع الزرقاء. وتأتي سريلانكا في جنوب آسيا كوجهة صاعدة، حيث توفر حدائق يالا ومينيريا فرصًا لمشاهدة الفيلة البرية والفهود والطيور الاستوائية وسط طبيعة استوائية ساحرة.

ختاماً؛ تُشكل هذه الوجهات العشر فسيفساء طبيعية تزخر بالحياة البرية، وتخلق للمسافر لحظات لا تتكرر كثيرًا. سواء في السافانا الإفريقية أو بين الغابات المطيرة أو المستنقعات الاستوائية أو الجزر البعيدة، يبقى جمال الطبيعة في تنوعها واستمراريتها. ومع ازدياد الاهتمام بالسياحة المسؤولة والحفاظ على الأنظمة البيئية، باتت هذه الرحلات ليست مجرد مغامرة، بل مساهمة في حماية الكائنات المهددة وضمان استمرار إرثها للأجيال القادمة.

قد يعجبك ايضا