عنصر النحاس وعلاقته في الوقاية من سرطان القولون والمستقيم

أوضح د.مجد الحدادين استشاري الجراحة العامة وجراحة الجهاز الهضمي بمستشفيات الحمادي أن سرطان القولون والمستقيم يعتبر من أكثر أنواع سرطان الأمعاء شيوعًا،ويستمر معدل الإصابة به في الازدياد. وهو حاليًا ثالث أنواع السرطان شيوعًا على مستوى العالم، ويتميز سرطان القولون والمستقيم بتطوره متعدد المراحل،وأحيانا ما يكون مصحوبًا بتوقعات سيئة إذا شخص في مراحل متقدمة.

وقال: من المعروف أن عوامل الإصابة بسرطان القولون والمستقيم وانتشاره متعددة ومعروفة منذ عشرات السنين، بما في ذلك العوامل الوراثية، وأمراض التهاب الأمعاء التقرحي،والنمط الغذائي الذي يتضمن الإفراط في تناول اللحوم،وعوامل نمط الحياة وغيرها من الأسباب الكثيرة المتعددة،وتعتبر أغلب هذه العومل والأسباب معروفة بشكل جيد لدى المجتمع ويوجد العديد من البرامج التوعوية للحد والوقاية من سرطان ااقولون والمستقيم.
مضيفا: لكن يوجد هناك بعض العوامل التي قد تحصل على مستوى الخلايا والتي قد تساعد في الوقاية من سرطان القولون والمستقيم أو قد تنعكس بشكل سلبي على تطور السرطان إذا لم يتم التحكم بها بالطريقة الصحيحة،وبدون شك فإن أغلب المواطنين في المجتمع ليسو على دراية بها،لأنها تتضمن معلومات دقيقة جدآ عن عوامل تكون السرطان على مستوى الخلية،وهي بحاجة لأطباء وباحثين مختصين في هذا المجال لفهم كيفية عملها، وبالتالي ترجمتها للمجتمع بأسلوب مبسط وعملي،ومن بين هذه العوامل:هي نسب عنصر النحاس في الجسم بشكل عام ونسب تراكمه في الخلية بشكل خاص،فمن المعروف أن النحاس، وهو عنصرٌ نادرٌ وعاملٌ مساعدٌ حيوي،يلعب دورًا محوريًا في الحفاظ على الوظائف الحيوية.
وتابع قائلاً: قد أثبتت الأدلة الحديثة وجود ارتباطات مهمة بين مستويات النحاس وتطور سرطان القولون والمستقيم وانتشاره،حيث تُقدم خصائص النحاس القوية في الأكسدة والاختزال فوائد وعيوبًا لخلايا السرطان،وقد يُعاني الجهاز الهضمي المسؤول بشكل رئيسي عن امتصاص النحاس وتنظيمه من اختلال في توازن النحاس،وهذا هو السبب الذي جعل العديد من الباحثين في هذا المجال إلى تركيز جهودهم وعلمهم وإمكانيتهم في فهم طريقة الحفاظ على مستوى مناسب من النحاس في الخلايا وبهذه الطريقة تقليل من احتمالية الإصابة بسرطان القولون والمستقيم بشكل خاص.
الدكتور مجد نواش الحدادين ( Dr Majd Alhaddadin) استشاري الجراحة العامة وجراحة الجهاز الهضمي بمستشفيات الحمادي بالرياض
وأحد الباحثين في هذا المجال، وهو دكتور مشارك في كلية الطب في جامعة الكالا في مدريد-اسبانيا يقول:لقد قمنا وما زلنا في كلية الطب في جامعة الكالا وبالتعاون مع قسم البحوث الطبية الحيوية لأمراض الكبد والجهاز الهضمي ووحدة الكيمياء الحيوية والبيولوجيا الجزيئية ومختبر الانسجة وقسم علم الأحياء الخلوية ووحدة جراحة الجهاز الهضمي في المستشفى الجامعي بعمل العديد من الدراسات والأبحاث العلمية للتعرف على كيفية تأثير مستوى النحاس في الخلية على مدى تأثر نمو الخلية وإمكانية تحولها إلى خلية سرطانية أو بالعكس( الحد من تحولها الى خلية سرطانية).
ويقول الدكتور مجد الحدادين أن الدراسات والأبحاث بينت وجود علاقة وطيدة بين اختلال منسوب النحاس في الخلية والعديد من الأمراض مثل: سرطان القولون والمستقيم وأمراض القلب والأوعية الدموية وأمراض الكبد وبعض الأمراض العصبية وغيرها. ويعمل الدكتور الحدادين مع باقي الفريق على وجه التحديد في فهم كيفية التحكم بمستوى النحاس في الخلية وبهذه الطريقة الوقاية من سرطان القولون والمستقيم أو التنبؤ باحتمالية الإصابة بالسرطان من خلال مستوى النحاس أو توجيه كمية تراكم النحاس في الخلية بحيث تستعمل كعلاج للخلايا السرطانية من خلال قتلها،ولكن نتائج هذه الدراسة قد تحتاج عدة سنوات إضافية لفهم كيفية التعامل مع مستوى النحاس في الخلية.
ولكن ودون شك فما ينصح به الدكتور مجد الحدادين وباقي الباحثين في الفريق هو التحكم بتناول الأغذية الغنية بالنحاس التي تساعد في توازنه الداخلي. فقد كشفت المسوحات السكانية أن 10-25% من البالغين لا يتناولون الكميات الموصى بها الأغذية التي تحتوي على النحاس،في حين أن الإفراط في تناول المكملات الغذائية التي تحتوي على كميات عالية من النحاس قد يُعرّضهم لخطر الإجهاد التأكسدي والتسمم الكبدي،وتُساهم مصادر الغذاء الغنية بالنحاس،مثل:الكبد والمحار والمكسرات والبذور والبقوليات والحبوب الكاملة،في تلبية الاحتياجات الفسيولوجية للجسم، لذلك تُعدّ الأنظمة الغذائية المتوازنة،وعند الضرورة،المكملات الغذائية المُوجّهة،أمرًا بالغ الأهمية لدعم الوظائف الأنزيمية دون التسبب في آثار سامة للنحاس.

د.مجد نواش الحدادين
استشاري الجراحة العامة وجراحة الجهاز الهضمي بمستشفيات الحمادي بالرياض
Dr Majd Nawash Alhaddadin
Consultant General and Gastrointestinal Surgeon

قد يعجبك ايضا