بيروت_ رحاب ضاهر
أن تكون دكتور هراتش يعني أن يكون الفرح جزءًا منك لا ينتهي، تمامًا كما هو الفن في جوهره. فهو لا يكتفي بأن يعيد الجمال إلى الوجوه بلمساته التجميلية المميزة، بل يعيد إلينا أساطير الزمن الجميل الذين لطالما حلمنا برؤيتهم. نراهم اليوم أمامنا، يشاركونه احتفالاته بوقارهم المهيب وجلال حضورهم، وكأنهم يأتون من ذاكرة الحنين إلى الحاضر.
هكذا هو دكتور هراتش، القادر على إعادة الزمن — لا في الملامح فقط، بل في الواقع والقلوب. فحين يحتفل بعيد ميلاده، يتحول الاحتفال إلى مهرجان من المحبة الصادقة والبهجة، وهذا ليس غريبًا على من لقّبته صديقته نجمة الجماهير نادية الجندي بـ”نجم الجماهير”، فهو يملك قدرة فريدة على توزيع اهتمامه ومحبته على الجميع.
طاقته الإيجابية تنعكس على من حوله؛ تقول الفنانة القديرة صفية العمري إنها تخرج من عنده وهي تشعر براحة نفسية عميقة — وهذا وحده كفيل بأن يختصر جوهر شخصيته.
ذلك المزيج النادر بين الطب والفن حوّله دكتور هراتش إلى استثمار في السعادة، يحسده عليه كثيرون. فهو لا يسعى إلى الشهرة، لأن نجاحه المهني منحه الأضواء منذ زمن، بل يسعى إلى التعبير عن عشقه للفن، عشق يسري فيه “من رأسه حتى قدميه”.
وخلال احتفال عيد ميلاده الأخير، قدّم مقطعًا من أغنية “رسالة من تحت الماء” للعندليب الأسمر عبد الحليم حافظ، فحظي بتصفيق وتشجيع كبيرين، ليس لأنه أراد احتراف الغناء، بل لأنه يملك موهبة تذوق الفن وتقدير رموزه الذين يستحقون التكريم.
لذلك، لم يكن غريبًا أن يتحول عيد ميلاده إلى مهرجان فني مفعم بالحب والفرح، يليق بشخصية تجمع بين القلب الإنساني والفكر الجمالي.
.