2 أبريل 2023
حاوره: هاني نديم
د. شريف صالح روائي مصري معروف وصحافي مرموق حاز على جائزة دبي للصحافة، التقته “نص خبر” في دردشة بسيطة حول تحويل الرواية إلى السينما والرواية ونجومية الكتب والكتّاب وكان هذا الحوار:
- ما هو شعورك كروائي في هذا الطوفان الدرامي الرمضاني؟
- أمرٌ رائع ان تنتعش الدراما العربية ويتسع سوقها لأنها في النهاية تفتح بيوتا لآلاف الأشخاص وليس للممثلين فقط. لكن أتمنى لو تتحرر قليلا من القوالب النمطية الجاهزة والحشو والمط وتنفتح على قضايا أكثر جرأة وأكثر أهمية للجمهور. لدي شخصياً خيبة أمل من الدوران في الحلقة المفرغة ذاتها. مثلما لدي خيبة أمل من إصرار على تركيب مسلسلات على قوالب غربية واستعارتها أو السطو عليها وتجاهل ذخيرة عظيمة من الروايات العربية جديرة بأن تقدم الناس على الشاشة.
- إن لم تنل الرواية جائزة أو لم تتحول إلى التلفزيون أو السينما هل ستظل بعيدة عن القراءة؟
- الجوائز أو العرض المرئي يوسع قطعاً من شرائح الجمهور والدليل أن معظم روايات محفوظ طبعت عشرات الطبعات نتيجة رواجها إما بسبب نوبل أو تقديمها عبر وسائط الفرجة الشعبية. وحدث عندما قدم مسلسل لن أعيش في جلباب أبي ورغم الفروق بين المكتوب والمرئي لكن النجاح الهائل أطلق الرواية شعبياً بعد سنوات طويلة من كتابتها، وهذا لا يعني أن الرواية التي لا تنال جائزة ولا تصبح مسلسلا لا يقرأها أحد.. لكن سيظل معدل قراءتها محدودا لدى شريحة معينة من الجمهور العربي. ليس لدينا احصاءات دقيقة في عالمنا العربي لكن معدل ما يطبع من كل رواية لا يتجاوز ألف أو ألفي نسخة وهي نسبة لا تذكر قياساً إلى تجاوز سكان عالمنا العربي أربعمئة مليون نسمة!
- كيف يكون المثقف نجماً اليوم؟ هل عليه أن يلهث نحو ذلك؟
- لو أعرف وصفة للنجومية كنت أفدت بها نفسي. الأمور في عالمنا لا تدار بمنطق واضح. قد تذهب النجومية لكاتب متوسط القيمة لانه يلبي ذائقة شرائح أوسع، وقد تعاند صاحب الموهبة الأكبر النجومية بالنسبة للمبدعين العرب هي استثناء كما حدث مع نزار قباني أو محمود درويش بينما اختفى في ظلهما آلاف الشعراء وفي ظني أنها ليست مهمة ولا أتمناها لنفسي، فقط أحتاج أن اتصل اتصالا مع قراء كتبي وليس مجرد ندوات يجاملني بحضورها زملائي. وأن يحظى كل كتاب بمعدل توزيع منطقي. وأن يكون للكاتب دخلٌ يكفيه ذل السؤال ويساعده على إنجاز مشاريعه. هذا كله لا يتطلب نجومية عريضة وإنما الحد الأدنى من آدمية الكاتب.
