14 أبريل 2023
ابراهيم البهرزي – العراق
من حسنات الانتاج الدرامي المصري أنه يقدم في كل موسم رمضاني حزمةً كبيرةً من الوجوه الجديدة ينجح بعضهم ليكونوا نجوم المستقبل ويراوح بعضهم طوال حياته الفنية في الأدوار الثانوية، وهذا سياق طبيعي للممثلين والممثلات صغار السن في مستهل حياتهم الفنية، لكن الملفت هو اكتشاف العديد من الممثلين والممثلات وهم في أعمار متقدمة تتجاوز الخمسين أو الستين دون سابق تجربة لهم في الدراما.
ممثلون قد لا يكونوا من دارسي او محترفي فن التمثيل، بعضهم ذوو مهن محترمة فيهم الطبيب والمهندس والموظف الكبير المتقاعد أو ربة البيت من هواة هذا الفن، ورغم اكتشافهم في أعمار متأخرة إلا أنهم ينجحون في لفت أنظار المشاهدين من خلال أدائهم المتميز والذي يفوق أحياناً أداء النجوم المتمرسين.
على سبيل المثال فإن أداء الممثل أحمد فهيم الذي مثل دور أخ جعفر العمدة (الممثل محمد رمضان) قد أيدع في تقديم دور الإنسان المستلب المغلوب على أمره من خلال أداء فاق أداء النجم محمد رمضان النمطي.
ورغم أن أحمد فهيم قدم أدوارا قليلة إلا أنه استطاع في هذا العمل تقديم دور لا يقدمه غير نجم كبير من مستوى أولئك النجوم الراحلين كمحمود المليجي وَعَبَد الوارث عسر وحسن البارودي.
هناك ممثلون وممثلات آخرين في أدوار صغيرة ومتوسطة يظهرون لأول مرة في أعمار متقدمة لا أستطيع استحضار اسماءهم جميعا يقدمون في المسلسلات المصرية أدواراً لافتة ترسخ في ذهن المتلقي.
هي مغامرة المخرج أو (المنتج) الذكي الذي يكتشف وجودها من الحياة العامة ومن مختلف الأعمار لتجسد الشخصيات التي يرى أنهم الأقدر على تجسيدها فينجح غالباً في ذلك ويصنع نجوماً يلفتون الأنظار في عمر متأخر، وهي دعوة للمخرج أو المنتج العراقي للبحث في تفاصيل الحياة اليومية العامة عن مواهب لم تتح لها زحمة الحياة أن تقدم إبداعها في هذا الفن الجميل بغض النظر عن مهنها وأعمارها فقد يكتشفون نجوماً مهمين بمحض الصدفة.