صفاء سلطان بمسلسل واحد .. ضربة محترف!

24 إبريل 2023

وسام كنعان- دمشق       

لا يمكن لمحدّث النجمة  صفاء سلطان أن يمسك نفسه عن الضحك، إذا ما قرّرت أن توغل في ما تملكه من سخرية، وفنّ صناعة الفرح وإهدائه للآخرين. هي على الأقل تقلّد في الجلسة الواحدة سبع لهجات، وربما تستحضر ثلاثة كاركترات مكرسة في الدراما السورية. تبدد المسافة مع أيّ شخص تلتقيه في اجتماع عمل مهما كان غريباً، أو يصاب بالخجل، كونه يتعاطى مع نجمة معروفة. لذا غالباً ما تترك هذه الممثلة أثراً طيّباً بعد مشاركاتها التلفزيونية. منذ أن قدّمها الكوميديان ياسر العظمة إلى الشاشة الصغيرة في مسلسله الشهير «مرايا» عرفت كيف تتقدّم بخطواتها، من دون أن تستثمر موهبتها في التقليد إلا في بعض الإطلالات النادرة في البرامج الترفيهية. ورغم أنّ الحظ لم يحالفها بالشكل الأمثل لدى دخولها «هوليوود الشرق» وتجسيدها دور ليلى مراد في مسلسل «أنا قلبي دليلي» (لمجدي صابر ومحمد زهير رجب ــ 2009)، إلا أنّها لا تزال حاضرة بقوّة في الدراما السورية. فيما تعود بين الفينة والأخرى إلى مشروعها الغنائي، طالما أنّها تمتلك خامة صوتية ملفتة، وسبق لها أن وعدت متابعيها باحتراف الغناء وإصدار ألبوم خاص بها، على اعتبار أن أهم مطربات العالم العربي تمكنّ من التوأمة بين التمثيل والغناء.

آخر ما حرر على هذا الصعيد توجيهها تحية إلى بلادها وشعبها في فلسطين والذي يعاني في وجه الاحتلال الصهيوني، كونها ابنة مدينة جنين الفلسطينية، وعاشت عمرها بين الأردن وسوريا، قبل أن تنطلق شهرتها من الدراما السورية. هكذا، سبق أن قدّمت أغنيتين عن القدس المحتلة هما من كلمات رامي اليوسف، الأولى بعنوان «أنا القدس» وهي من ألحان هيثم سكرية وتوزيع عمر حمدي، فيما كانت الثانية باللهجة المحكية وبعنوان «فلسطين بلادي»، ونفذت بيروت إضافة إلى مشاركتها في فيلم سينمائي طويل يقدّم باللغتين العربية والإنكليزية التعاون بين «جامعة القدس» و«مؤسسة مناصرة للقضية الفلسطينية».

هذا العام اكتفت سلطان في الموسم الرمضاني بمسلسل واحد هو «زقاق الجنّ» (كتابة محمد العاص وإخراج تامر اسحق بطولة: أيمن زيدان، شكران مترجى، أمل عرفة، عبد المنعم عمايري، شادي زيدان، وائل زيدان وآخرون وإنتاج MB جود وماهر البرغلي ) وعلى الرغم من الانقسام النقدي حول العمل بين من اعتبره وصفة سهلة تجرّب الخوض في غمار الحالة الجماهيرية من دون تقصّي وجهد مطلوبين، والبعض الآخر رآها مادة تلفزيونية مسلية وجذابة. إلا أن الأكيد حضور سلطان الملفت بشخصية مسيطرة وشريرة تطوّع جمالها للسطو على كلّ شيء، مستثمرة ببراعة واضحة ووعي جسدي مدروس إمكانيتها وقدرتها التعبيرية، إضافة للعناية بالهيأة البرانية والشكل الخارجي دون تفويت الفرصة لصوغ حالة نفسية تعكسها نظرات العيون.

بكلّ الأحوال ينتظر الجمهور من سلطان دائماً الإدهاش والتراكم والحضور المختلف وهو ما تعد به موهبتها الخاصة والمتكاملة!

قد يعجبك ايضا