عبدالوهاب أبو زيد: نعم.. ثمة نظرة فوقية تجاه الأدب القادم من الجزيرة العربية

13 مايو 2023

حاوره: هاني نديم

سأدخلُ من ثقب نايٍ وأخرجُ من ثقب ناي
وأسمعُ صوتي وأتبعُ في كل أرضٍ صداي
أقدّم بهذا المطلع كمدخل نحو شاعرٍ مختلفٍ في جوهر ما يكتبه ويقدمه من نصوص. إنه عبدالوهاب أبو زيد، الشاعر السعودي الذي وثّق لاسمه بقوة ورصانة على خريطة المشهد العربي، نص خبر، حاولت سريعاً أن تتواصل مع شاعرٍ عموديٍ شكلاُ و”حداثوي” جوهراً، وسألناه:
  • يتندّر الحداثيون على شعراء العمود والعكس، هل الحداثة مرتبطة بالشكل، كيف تقرأون الأمر، ولماذا تكتب العمود في هذا الوقت؟

-الحداثة من حيث الجوهر ليست مرتبطة بشكلٍ بعينه وإن كانت أقرب للتمثل والتمظهر في أشكال محددة تميل للخروج من دائرة نمطية الأشكال المألوفة والمتعارف عليها. هناك من يكتب قصيدة نثر لا حداثة فيها سوى شكلها وهناك من يكتب قصيدة عمود مشبعة بروح الحداثة وأبعد ما تكون عن التقليدية فيما عدا التزامها بالشكل المتوارث.

بالنسبة لي، كنت في مرحلة مبكرة من شبابي أنفر من كتابة القصيدة العمودية وإن بدأتُ بكتابتها لاعتقادي بأنها تمثل القديم والمكرر والمعاد الذي لا جديد فيه، ولكن تلك الحدّة خفّت مع تقدّمي في العمر والتجربة، فأصبحت أكثر تسامحًا وتقبلًا لتمثل الشعر في كافة أشكاله وصوره، على أن يكون شعرًا حقيقيًا بالفعل، فالجوهر والفاصل هو كونه شعرًا بغض النظر عن الوعاء الذي يسكب فيه ويحتويه.

أسعى لأن يكون لي صوتي الخاص ونبرتي التي تحمل سماتي وملامحي التي لا تشبه غيري،

  • هل ظلم الشاعر والأديب السعودي بتأطيره أنه مثقف “بترودولار” إن جاز المصطلح الذي شاع فترة من الزمن، بصياغةٍ أخرى؛ هل هنالك نظرة فوقية اتجاه ما يصدر في الخليج من بقية الأقاليم العربية؟ كيف ترى الأمر من جهتكم؟

-للأسف الشديد لا تزال تلك النظرة الفوقية موجودة لدى شريحة واسعة من مثقفي المراكز الثقافية المعروفة تجاه الأدب القادم من الجزيرة العربية بشكل مجمل، وليس من المملكة العربية السعودية فقط. صحيح أن الصورة الآن تبدو أفضل مما كانت عليه سابقًا لكن الصورة النمطية المعلبة والكسولة والمتعالية لا تزال تطل برأسها وتفضح نفسها في كثير من الأحيان في خطابات وسلوكيات بعض المثقفين والأدباء العرب، وقد لمست ذلك شخصيًا في مواقف وحالات لا أحبذ ذكرها هنا.

  • إلى أين يمضي عبدالوهاب أبوزيد في مشروعه، ماذا تريد وإلى أين الوصول؟

– مجرد أن يربط اسمي ويقترن بكلمة مشروع يبدو لي أشبه بالنكتة أو السخرية المبطنة (وأنا متيقن تمامًا أنك لا تسخر مني بالطبع). ولكن إن جاز لنا أن نأخذ هذه الكلمة المخيفة بمفهومها الواسع جدًا فأستطيع القول إن ما أسعى إليه هو أن أكون صادقًا وأمينًا في التعبير عن ذاتي وهواجسها ومخاوفها وأحلامها وربما تمردها وجنونها أحيانًا؛ أو لنقل ذاتي بكل تناقضاتها. أسعى وأتمنى لأن يكون لي صوتي الخاص ونبرتي التي تحمل سماتي وملامحي التي لا تشبه غيري، وهو بحد ذاته مطمح عظيم دونه خرط القتاد، كما كان يقول أجدادنا العظام.

قد يعجبك ايضا