كاريس بشّار: بالأحمر الجريء لهذا اختلف صناع «النار بالنار»؟!

15 مايو 2023

وسام كنعان- دمشق

لا تشبه النجمة السورية كاريس بشّار سوى نفسها، لذا يصعب مقارنتها بغيرها! تنصرف للشغل على شخصياتها بتأن وتمهّل ملفت. تغوص في أعماق الشخصية وتهتم بتفاصيلها، كما أنها تلتقط روحها من الداخل لتجيد «الأداء الجوّاني» كما يسمى بالمفهوم النقدي، وتبني لها تاريخ لتنسجم معه لفظياً وحركياً ونفسياً، ثم تذهب نحو الهيئة البرانية، ولا تغفل تفاصيل مهمة مثل المشي وطريقة الكلام والمظهر الخارجي كلّ ذلك سيساهم بخلق صيغة مكتملة وناضجة يمكن محاكمتها بعد التنويه الصريح للجهد المبذول لإنجازها! غالباً تتمسّك كاريس برأيها ولا تتراجع عنه بسهولة، وهي تعتقد بأنها تملك الحجة المقنعة والبرهان الساطع للدفاع عن وجهات نظرها. كما تعرف كيف تستفرد بعتبة عالية، لا يمكن لأحد منافسيها معرفة شيفرة البوابة التي تؤدي لها. تلعب من الداخل بأداء تغلّفه بهالة كاريزما تخصّها وحدها! ربما تذهب إلى الشخصية بكلّ مقومات حياتها، بقناعة مطلقة بما تريد أن تقدم عليه هذه الشخصية من أفعال وردود فعل. ثم تترك نفسها تتصرف بتلقائية ساحرة لكن بوعي وضبط وانسياب. هذا تحديداً ما فعلته «وردة» في «غداً نلتقي» (إياد أبو الشامات ورامي حنا) كذلك «سراب» في «مسافة أمان» (إيمان السعيد والليث حجو).

الأداء الهادئ  الذي تمتاز فيه يحتاج إلى تأمل طويل كونها تبرز بجميع الوسائل التعبيرية الحسية لتلك الشخصية، وتصوير سماتها الداخلية من خلال عينين مدركتين، وفائضتين بالقول حتى في لحظات الصمت المطبق. كاريس بارعة في سحب البساط لصالح دور ثقيل، ولو كانت تطلّ في أعمال ثانية، سقف تطلّعاتها ترفيه المشاهد!

الممثلة السورية وإن اختلفت معها بسبب سلوكها الحاد غالباً، لن تستطع تجاهل فكرة أنها ممثلة متسلّحة بمعرفة وثقافة ومعاينة عميقة للحالة الدرامية. آخر أدوارها أدّته بما عرف عنها من عمق وتفكيك ووعي مضاف وكان دورها في «النار بالنار» (كتابة رامي كوسا وإخراج محمد عبد العزيز) لكن العمل وصل مفككاً في جزء كبير منه ووقع في تناقضات حتى على مستوى تطور الشخصيات ومنطق فهمها للحياة وسلوكها وحواراتها. وفيه أدّت كاريس شخصية مريم وبذلت كلّ جهودها لكنها مرّت دون إشادة كافية بسبب إرباك الشخصية عل الورق بعد تعديلات جذرية عليها! في إطلالتها الأخيرة ضمن برنامج «كلام نواعم» قالت بشّار بأن العمل لم يوصل رسالته كما كان ينبغي بسبب التحوّلات التي طرأت على الشخصيّات والتي تم نقلها من مكان إلى آخر».

كما أكدّت على أنّ: «الكاتب رامي كوسا بذل كل جهده في مشروعه الدرامي، وسلّم فريق العمل قرابة 27 حلقة مع بداية التحضيرات. لكن وصل كوسا ومحمد عبدالعزيز إلى طريق مسدود بسبب التغييرات التي طالت شخصيات المسلسل. لم يكن ذلك التغيير لصالح المسلسل، فحذف مشهد أساسي قادر على تغير مسار أي عمل» وأضافت في هجوم صريح ضد المخرج محمد عبد العزيز: «قلة أمانة من الشخص الذي كان يحذف والذي كان يعدّل ويرمي لقطات على المونتاج»

وعن أسباب عدم انسحابها رغم علمها بما حصل، قالت بشار «أنا لدي التزام مع شركة «الصبّاح» ولا يمكنني الانسحاب. لم أعرف سبب هذا التغيير والتعديل، وكنا في زحمة ضغوطات التصوير. ما حصل في المونتاج من حذف المشاهد غير مبرّر. لقد بذلك كوسا جهداً في رسم شخصية «مريم» التي لعبتها، من طريقة مشيها إلى حركة يديها وبحة صوتها، لذلك أحب التحدّث عنها وما كان يجب أن تكون عليه».

علماً بأن خلاف عميق ظهر إلى العلن بين كاتب هذا العمل ومخرجه خلال التصوير واستمر لحين العرض!

 

 

قد يعجبك ايضا