17 مايو 2023
نص خبر- رصد
بالكاريزما التي يمتاز بها وتسريحته الخاصة، وبدلته السوداء، استعاد يوم أمس الثلاثاء النجم العالمي جوني ديب واحداً من طقوسه المحببة، وهو المرور على السجادة الحمراء، بعدما عانى طويلاً بسبب منعه من تصوير الأفلام من قبل الاستوديوات الهوليوودية منذ اندلاع المشاكل القضائية مع زوجته السابقة أمبير هيرد على خلفية اتهامات بالتعنيف.
فيما حظي بترحيب خاص من قبل كوكبة من النجوم وسط غضب من الجمعيات النسوية، التي اعتبرت بأنه لا يحق لأحد الاحتفاء بشخص واجهته تهم التعنيف الأسري.
لكّن ذلك لم يمنع النجم المعروف من تمضية ليلته كما يشتهي، وكما يليق بالحدث السينمائي الأبرز في العالم، إذ راح يلتقط الصور ويوّقع على الأوتوغرافات، وقد ظهر رفقة المخرجة والممثلة الفرنسية مايوين التي اختارته لأداء شخصية الملك لويس الخامس عشر في فيلمها «جان دو باري» الذي عُرض في افتتاح المهرجان.
ورداً على سؤال حول اختيار الفيلم لافتتاح الحدث، أكد المندوب العام للمهرجان، تييري فريمو، اهتمامه بجوني ديب كممثل، واصفاً أداءه في العمل بأنّه «استثنائي». وقال: «لدي سلوك واحد فقط في الحياة هو حرية التفكير والتعبير والعمل في اطار القانون» وأكد فريمو أنه لم يتابع المسلسل القضائي الذي حظي بتغطية إعلامية كبيرة وانتهى بفوز ديب في محاكمة التشهير التي أُجريت في الولايات المتحدة. وقد واجهت أمبير هيرد سيلاً من الهجمات التي اتّسمت بطابع ذكوري في أحيان كثيرة. وغابت الممثلة مذاك عن المشهد العام، بعد أن «فقدت الثقة في النظام القضائي الأميركي« حسبما قالت.
وعندما سألتها وكالة «فرانس برس» عن قرارها الاستعانة بجوني ديب، أوضحت مايوين أنّها صورت فيلمها «الصيف الماضي، بُعيد انتهاء محاكمته الثانية». وقالت: «راودتني مخاوف كثيرة، وسألت نفسي: كيف ستصبح صورته؟
في سياق متصل أعربت منظمات نسوية عدة، استيائها من الاحتفاء بجوني ديب، كما تم توجيه دعوات لمقاطعة المهرجان. كما قالت مجموعات نسوية مختلفة إنّ «الشعور بالإفلات من العقاب الذي ينشأ من اختيار هذا الفيلم لافتتاح المهرجان يثير الاشمئزاز لدينا»
وقد انتقدت مجموعة من الممثلات والممثلين الفرنسيين القائمين على مهرجان كان السينمائي أمس «إتاحة السجادة الحمراء لرجال ونساء عنيفين»، في إشارة إلى الممثل جوني ديب والمخرجة مايوين التي تواجه بدورها دعوى قضائية، بعد أن هاجمت أخيراً رئيس شبكة «ميديابار» الإعلامية إدوي بلينيل داخل أحد المطاعم. وفي مقالة نشرتها صحيفة «ليبيراسيون» الفرنسية، كتب ممثلون وممثلات فرنسيون، بينهم جولي غاييه ولوري كالامي: «نشعر بسخط كبير ونرفض التزام الصمت إزاء مواقف للقائمين على مهرجان كان السينمائي«
وأضافت الرسالة: «من خلال إتاحة السجادة الحمراء لرجال ونساء عنيفين، يبعث المهرجان برسالة مفادها أن في بلدنا يمكننا الاستمرار في ممارسة العنف مع الإفلات التام من العقاب، وأن العنف مقبول في المجالات الإبداعية».
وتأتي هذه المواقف بعد حوالى ست سنوات على انطلاق حركة #مي_تو المناهضة للاعتداءات الجنسية، فيما ترتسم ملامح بداية بطيئة لإعادة التوازن بين الجنسين في قطاع يهيمن عليه الرجال تقليدياً.
وحرص المهرجان على اعتماد المناصفة بين النساء والرجال في عضوية لجنة التحكيم (من دون احتساب رئيسها). وفي هذا العام، هناك عدد قياسي من المخرجات مع سبع نساء يتنافسن على السعفة الذهبية، من إجمالي 21 فيلما في المنافسة.
عند سؤالها في مؤتمر صحافي حول حضور جوني ديب، تهربت بري لارسون، عضو لجنة التحكيم، من الرد. وقد جرى التداول باسم هذه الممثلة المنخرطة بقوة في حركة «مي تو»، على نطاق واسع عام 2017 بفعل رفضها التصفيق للممثل كايسي أفليك، المتهم بالتحرش الجنسي، خلال حفلة الأوسكار.
هذه الأسئلة المحرجة في عالم السينما لم تطغ على بريق حفلة افتتاح المهرجان التي شهدت المرور التقليدي للنجوم، لكن بأعداد أقل مقارنة بالعام الماضي الذي أقيمت خلاله نسخة احتفالية باليوبيل الماسي للحدث السينمائي العريق. ومن بين نجوم حفلة الافتتاح: هيلين ميرين، والممثلة الصينية غونغ لي، ومادس ميكلسن الذي يشارك في فيلم «إنديانا جونز» الجديد. ووجه المهرجان تحية إلى أحد ألمع الأسماء في هوليوود، الممثل مايكل دوغلاس الذي حصل على سعفة ذهبية فخرية من يدي النجمة أوما ثورمان التي وصفته بأنه «نجم أبدي وفنان لامع« وجرى الإعلان بعدها رسمياً عن افتتاح هذه النسخة الـ76 من المهرجان من جانب كاترين دونوف، إلى جانب ابنتها كيارا ماستروياني.