18 مايو 2023
وكالات – نص خبر
تنعقد القمة العربية 32 بمدينة جدة غدًا الجمعة 19 مايو في وقت تمر المنطقة بأزمات وتحديات كبيرة، يتطلع العرب أن تجد حلولا عاجلة من القادة العرب في أحدث قممهم والتي كان من بينها
أزمة سوريا
تعد الأزمة السورية وقضية اللاجئين الملف الأبرز على طاولة القمة العربية في ظل مشاركة الرئيس السوري بشار الأسد بعد غياب 12 عامًا على إثر تجميد عضوية بلاده في الجامعة العربية عقب اندلاع صراعات عام 2011، في خطوة تعرضت لانتقادات دولية وعربية وأيضا من جانب المعارضة السورية التي رأتها مكافأة للرئيس الأسد، حيث كانت واشنطن كانت أبرز المنتقدين الدوليين، وبررت انتقادها بالقول إن نظام دمشق “لا يستحق هذه الخطوة” وشككت في رغبته إيجاد حلول لأزمة الحرب الأهلية في بلاده”، بينما أعلنت قطر صراحة معارضتها للنظام السوري ورئيسه قائلة إنها لن تطبع العلاقات مع حكومة دمشق رغم قرار جامعة الدول العربية.
الصراع الفلسطيني الإسرائيلي
الملف الثاني على طاولة القمة العربية المرتقبة هو الصراع الفلسطيني الإسرائيلي وكيفية تسويته حيث تأتي قمة جدة بعد أيام قليلة من التصعيد العسكري في قطاع غزة بين الجيش الإسرائيلي وحركة الجهاد الإسلامي، ما أدى إلى مقتل 34 فلسطينيا على الأقل بينهم قادة من الحركة ونساء وأطفال، كما أسفر إطلاق صواريخ فلسطينية على إسرائيل عن مقتل اثنين هما إسرائيلي وفلسطيني يعمل في إسرائيل.
حرب السودان
ومن المتوقع أن يكون الملف الثالث على طاولة القمة هو الحرب في السودان وإيجاد حلول للقتال الذي اندلع منتصف الشهر الماضي بين الجيش وقوات الدعم السريع في صراع على السلطة، بعد 18 شهرًا من انقلاب عسكري أدى إلى ضرب مساعي وآمال الانتقال إلى الحكم المدني، حيث أدى التناحر العنيف بين قائد الجيش عبد الفتاح البرهان ونائبه الذي تحول إلى خصمه محمد حمدان دقلو، والذي يقود قوات الدعم السريع، إلى مقتل وإصابة مئات الأشخاص، بينهم عدد كبير من المدنيين، ونزوح ما يقرب من مليون شخص.
وناشدت الأمم المتحدة العالم توفير ثلاثة مليارات دولار لتمويل المساعدات الإنسانية في السودان، والدول المجاورة التي تؤوي لاجئين فارين من الصراع هناك، فيما تسعى السعودية والولايات المتحدة إلى التوصل لاتفاق دائم لوقف إطلاق النار في السودان من خلال محادثات تجري في جدة ضمت ممثلين عن طرفي الصراع.
الوضع في ليبيا
أما في ليبيا، التي تمثل تحديا آخر أمام قمة جدة، فلا تزال الأزمة السياسية قائمة من دون أن تلوح في الأفق نهاية قريبة لها، فقد قرر مجلس النواب الليبي في شرق البلاد الثلاثاء 16 مايو الجاري تعليق عمل رئيس الحكومة الموازية فتحي باشاغا وإحالته للتحقيق إثر اتهامه بالفشل في تحقيق الأهداف التي تعهدت بها حكومته.
وتعاني ليبيا منذ سقوط نظام معمر القذافي عام 2011 من الانشقاق الداخلي الذي أدى إلى وجود حكومتين متحاربتين بشرق البلاد وغربها، وتبقى المعضلة الكبيرة في ليبيا ذاتها، وهي عدم وجود قاعدة دستورية لإنجاز الانتخابات في ظل وجود تشكيلات مسلحة تسيطر على السياسيين، وهو ما كان عائقا أمام إنجاز الانتخابات في موعدها المحدد.
الأزمة اليمنية
من بين التحديات التي تفرض نفسها على طاولة محادثات قمة جدة، الصراع اليمني وكيفية التوصل إلى اتفاق شامل يؤدي لوقف إطلاق النار بشكل دائم وإنهاء الحرب المستمرة منذ ثماني سنوات من القتال بين القوات المتحالفة مع الحكومة والمدعومة من التحالف العسكري الذي تتزعمه السعودية، والمتمردين الحوثيين المتحالفين مع إيران والذين يسيطرون على غالبية أنحاء البلاد، أثر مدمر على سكان البلاد، ولا سيما النساء والأطفال، وتصف الأمم المتحدة الكارثة الإنسانية التي يمر بها اليمن بأنها واحدة من الأسوأ في العالم، إذ إن هناك 21.6 مليون يمني يحتاجون إلى شكل من أشكال المساعدات في عام 2023.
الأوضاع الاقتصادية
يمثل الوضع الاقتصادي المتردي في عدد كبير من الدول العربية عبئا آخر يضاف إلى ملفات قمة جدة، حيث أثرت الصراعات والأزمات التي تمر بها الدول العربية السابق ذكرها على اقتصادات تلك الدول التي كانت تعاني بالأساس حتى قبل بدء الاضطرابات فيها، كما أدى كل من وباء كورونا وحرب أوكرانيا إلى مفاقمة الوضع الاقتصادي في معظم الدول العربية، وباتت دول مثل لبنان وتونس ومصر وغيرها في حاجة إلى مساعدات اقتصادية وذلك بعد انخفاض قيمة عملاتها المحلية بشكل كبير أمام العملات الأجنبية خلال السنوات القليلة الماضية.