20 مايو 2023
يارا حسين – نص خبر
فاض واحد وعشرون نهراً بعد أن تسببت العواصف الشديدة التي اجتاحت البلاد في انهيارات أرضية وغمرت القرى, و لقي تسعة أشخاص مصرعهم وتم إجلاء الآلاف من منازلهم بعد دمار منطقة إميليا رومانيا بشمال إيطاليا و فيضانات وانهيارات أرضية شديدة و لجأ الناس إلى أسطح منازلهم بعد أن حطم 21 نهراً أبنيتهم و غمروا مدن بأكملها.
وبحسب “كورييري ديلا سيرا” كان من بين الضحايا رجل مسن وزوجان يملكان شركة في قطاع الزراعة و تم العثور على جثة امرأة ألمانية على شاطئ في Cesenatico وهي بلدة على ساحل البحر الأدرياتيكي ولا يزال آخرون في عداد المفقودين، ووفقاً للسلطات، ألغي سباق فورمولا 1 المقرر في مطلع الأسبوع بسبب قربه من المناطق الأكثر ضرراً، وذلك في مسعى لتقليل الضغط على خدمات الطوارئ، ومنع عشاق سباقات السيارات من الحضور إلى المنطقة المتضررة.
قال ستيفانو بوناتشيني رئيس إميليا رومانيا: “نأسف على الأشخاص التسعة الذين فقدوا أرواحهم ونأمل ألا يكون هناك المزيد”. وقالت وكالة الحماية المدنية الإيطالية يوم الأربعاء إنه من المتوقع ما هو أسوأ في المستقبل. وقال رئيس الوكالة تيتي بوستيجليون لسكاي تي جي 24 الإخبارية: “هطول الأمطار لم ينته بعد وسوف يستمر لعدة ساعات”.
سقطت أمطار غزيرة في أنحاء إيطاليا في الأيام الأخيرة لكن المنطقة الأكثر تضرراً كانت إميليا رومانيا وأجزاء من منطقة ماركي الوسطى حيث لقي 12 شخصاً حتفهم في فيضانات سبتمبر الماضي.
في مقطع فيديو تم تداوله على وسائل التواصل الاجتماعي يمكن سماع أصوات الأشخاص المحاصرين في منازلهم في فاينزا – مدينة في مقاطعة رافينا- وهم يصرخون طلبا للمساعدة و قال عمدة فاينزا ماسيمو إيزولا: “أمضينا ليلة لن ننساها أبدًا و لم نرى من قبل مثل هذه الفيضانات في مدينتنا ، إنه شيء لا يمكن تصوره “.
وقال إنزو لاتوكا عمدة تشيزينا حيث سبح المواطنون عبر الفيضانات لإنقاذ الآخرين: “الوضع كارثي ولم ينته المطر بعد”.
انهار جسر يربط موتا بودريو بسان مارتينو في منطقة بولونيا بين عشية وضحاها وحذرت خدمة الإطفاء الإيطالية من عدم الاقتراب منها وأن هناك خط أنابيب غاز قريب ويبدو أنه قد تأثر أيضًا و أنه قد تم إجلاء خمسة آلاف شخص من منازلهم في رافينا. وقالت ميشيل دي باسكال -عمدة رافينا -لراديو راي: “ربما هذه أسوأ ليلة في تاريخ رومانيا و لا يمكن التعرف على رافينا الآن بسبب الأضرار التي لحقت بها”.
وفي منشور على وسائل التواصل الاجتماعي أعربت رئيسة الوزراء الإيطالية جيورجيا ميلوني عن تعاطفها التام مع السكان المتضررين مضيفة أن الحكومة تراقب الوضع عن كثب.
وقال نائب رئيس الوزراء أنطونيو تاجاني إن الحكومة “ستبذل قصارى جهدها لمساعدة السكان المتضررين من الفيضانات في إميليا رومانيا”. وأضاف: “قوات الإنقاذ والمتطوعون هم أبطال أدعو الله للضحايا وعائلاتهم “.
تتزايد الكوارث المرتبطة بالطقس في إيطاليا وهي دولة تعتبر معرضة بشكل خاص لتغير المناخ ففي عام 2022 وهو العام الأكثر سخونة على الإطلاق في إيطاليا تم تسجيل 310 من أحداث الطقس المتطرفة مما تسبب في وفاة 29 شخصًا وفقًا لمجموعة Legambiente وهي مجموعة بيئية. و في أواخر نوفمبر توفي 12 شخصًا من بينهم العديد من الأطفال في انهيار أرضي في جزيرة إيشيا.
أفاد تقرير صادر عن وكالة البيئة التابعة للحكومة الإيطالية في عام 2021 أن 7423 بلدية (93.4٪ من الإجمالي) في جميع أنحاء البلاد معرضة لخطر الانهيارات الأرضية والفيضانات وتآكل السواحل ومع ذلك لم تفعل الحكومة الكثير للتخفيف من المخاطر.
قبل الفيضانات الأخيرة، تعرضت إميليا رومانيا ومناطق أخرى في شمال إيطاليا للجفاف الذي جفف الأرض مما قلل من قدرتها على امتصاص الماء.