فريد ياغي: من حظّ القباني والماغوط موتهما قبل كل هذا..

6 يونيو 2023

حاوره هاني نديم:

فريد ياغي شاعر سوري مثل اسمه فريد، فاز بأكثر من جائزة، شابُ لامع يكتب شعراً خاصاً ويهتم بالمجتمع وما يحدث به. إلى جانب أنه مادة صحفية مثيرة أيضاً، يطرح آراءه بجرأة، يجادل ويناقش ولديه قدرة فائقة للوصول إلى آخر النقاشات مهما ضاقت طرائقها.

التقيته في هذه الدردشة:

  •  من بعيد، من ألمانيا، كيف ترى وتنظر إلى المشهد الثقافي العربي والسوري خاصة؟ ما الذي تغير؟
-نحن في زمان أصبح الشاعر فيه مادة للتندّر والسخرية في مسرحيات عادل إمام وفقرات بقعة ضوء وأفلام الكوميديا وبرامج التوك شو مما خلق جواً عاماً مضاداً للشعر والشعراء.. هذا الجو أصبح توجهاً نابضاً وغالباً إلى درجة أنني أشعر أنه لا يهتم بما نكتب إلا طلاب كلية اللغة العربية ومنكسرو القلب.
هذا زمن 9 من 10 يعرفون مشاهير التيك توك و1من 10 يعرف أدونيس! لذلك فالجو سيئ جداً على الصعيد العام عربياً.
أما في سوريا فماذا أقول عن بلاد دَمرت الحرب أساسياتها فما بالك بالكماليات؟! أضف إلى أن الوسط الأدبي السوري مؤدلج إلى حد لا يطاق 9 من أصل 10من أصدقائي المثقفين – ولا أظن أنني أستثني كثيرا منهم – عميان لصالح مشروعهم الآيديولوجي، وثمة بعض المرتزقة الذين لا ألومهم بسبب الظرف الذي وصلوا إليه لسوء واقع الحال، يحاولون مسح “جوخ” هذا الناشر واللقلقة لمدير المهرجان ذاك، لقد تغير كل شيء وخاب الأمل بهم جميعاً. أشعر أحياناً أن من حظ قباني والماغوط موتهما قبل كل هذا.
  • لا تكتب الشعر على الطالعة والنازلة .. كيف تتعامل مع نصك؟
– لو كان الأمر عائداً إلى ما أريد؛ لكتبت في كل يوم ديواناً. فالشعر هو الحبيب الذي لا أطيق فراقه وقد كنت غزير النتاج يوماً ما قبل أن تأخذني الحياة. الشعر هو الصديق الذي يزورني وأزوره، فإن زرته وهو متأهب داخلي أنتجنا قصيدة مسبوكة، وإن زارني وأنا مستعد له أنتجنا قصيدة مطبوعة، وإن زرته وهو بعيد طردني، وإن زارني وأنا منشغل طردته!
هذا ما يحصل بالضبط.. أنا الآن لم أعد متفرغا للعمل الإبداعي لذلك أجدني في أيام العطل أعد الأجواء للدخول إلى ركن القصيدة وأنجح في ذلك مرة في كل خمس مرات.
الشعر هو الصديق الذي يزورني وأزوره
  • لمن تقرأ ولمن لا تقرأ؟ من تحب ومن لا تحب.. وكيف تعيش خارج الأدب؟
-أقرأ معظم نتاج الشعراء ممن يجايلونني دعني أعدد بعض الأسماء عماد أبو أحمد محمد عبد الباري محمد عريج أحمد الأخرس مختار سيد صالح وأنت هاني نديم وغيركم ممن لم أعد..
المؤسف أنكم جميعا، وأنا معكم، لم تكتبوا شيئا منذ سنة، لذلك لم أقرأ لكم شيئا منذ سنة كما أقرأ للمحتومين المتنبي وحرّاسه..
التاريخ والفلسفة رافداي اللذان لا أفارق، الرواية عالمي الرائع، ولا أقرأ الشعر الديناصوري المنتشر في أقبية اتحاد الكتاب والذي يأخذ كاتبوه ألقابا (أبو الطيب أبو العلاء أبو التحسين) حيث يضعون ال التعريف قبل أسماء أبنائهم، كما أنني أهجوهم بقصائد بذيئة في أثناء هجائي لعماد أبو أحمد المتكرر!
لا أقرأ الشعراء الذين لا يسرحون شعرهم ولا يغسلون ملابسهم لأن شعرهم وملابسهم وقهوتهم السادة محاولتهم الوحيدة للتعبير عن شاعريتهم وهذه المحاولة مقرفة وأنا لا يخيب ظني حين أقرأ ديوانا لأبي الأحمد أو أبي الصفوان أصاب بغثيان القوافي التي يجمعونها قبل كتابة القصيدة وحين أقرأ قصيدة لأصحاب الشعر المنكوش تكون قصائدهم منكوشة أكثر من شعرهم، أما أنا فأعيش خارج الأدب في محاولة لتأسيس حياة أتفرغ فيها للأدب..
التفرغ للأدب غايتي منذ البداية ولكنني أضعت من أجل تحقيق هذه الغاية سنوات من العمل في مجالات أخرى ولا أظن أنني قريبا سأحقق غايتي.
قد يعجبك ايضا