طلاب معهد التمثيل يقصّون «ما لم يقله شكسبير» في مشروع تخرّجهم!

9 يونيو 2023

وسام كنعان- دمشق

منذ تأسيسه تحوّل «المعهد العالي للفنون المسرحية» في دمشق إلى مصنع للنجوم، وتهيئة الطلّاب ليتحّولوا إلى أرقام صعبة في الدراما العربية، بدءاً من الدفعة الأولى التي كان على رأسها: أيمن زيدان، وجمال سليمان، ووفاء موصللي، وأمانة والي… مروراً بعدد كبير من الدفعات من بينها: غسان مسعود، فايز قزق، أمل عرفة، أيمن رضا، عبد المنعم عمايري، باسم ياخور، باسل خيّاط، تيم حسن، وقصي خولي، قيس الشيخ نجيب، نضال نجم، فادي صبيح، سلافة معمار، شكران مرتجى، وائل شرف، ودانة مارديني.

أما هذا العام، فيتولى المخرج المسرحي عروة العربي مهمة تخريج دفعة جديدة من خلال عرض «ما لم يكتبه شكسبير» (نص ارتجالي مستوحى من شخصيات ومسرحيات الكاتب البريطاني الشهير وليم شكسبير). الذي قدم على خشبة مسرح فواز الساجر (المسرح الدائري).

إذ يقدّم العربي مجموعة من الممثلين الشباب الواعدين لخوض تجارب احترافية. وإن كان جميعهم قد وقعوا في أخطاء كارثية باللغة العربية، إلا أن لغة الجسد، والسوية الأدائية، والخامات الصوتية، واللياقة البدنية… تخوّل طلاب السنة الرابعة ونجوم هذا العرض: (براء بدوي، باسل عنيد، تيما الفقير، جعفر مصطفى، خالد النجار، شيراز لوبيه، عمر نور الدين، فارس جنيد، لانا الحلبي، مازن الحلبي، حسن كلحوس، مراد أنطاكية، مرام اسماعيل، ميرنا المير، ورد عجيب) لأن يرفدوا الدراما السورية بحضور شبابي طموح، خصوصاً أنّ  عدد من المخرجين المكّرسين ونجوم الدراما السورية كانوا بين الحضور.

في كلّ الأحوال لا يمكن محاكمة اختبارات الطلّاب وعروض تخرّجهم بمنطق نقدي ومبضع تحليلي، مثل العروض الجماهيرية بسبب ما يحتاجه المشرف من إشراك غالبية الطلّاب لاختبارهم كما يجب!

لكن يمكن القول بأن الفرضية التي تنطلق منها المسرحية ملفتة، إذ تجتمع غالبية شخصيات شكسبير في دعوة غريبة، لكّنها سرعان ما تكشف عن خيوط مؤامرة هدفها حبس تلك الشخصيات بعد مخاطبتها من طيف الكاتب الراحل، ومنعها من مغادرة سجنها لحين الكشف عن قاتل الكاتب الذي لم يمت ميتة طبيعية. لكن الفرضية الملفتة لا يتم معالجتها بالعمق الكافي على اعتبار أننا نتابع طلاباً يجلسون في بروفة طاولة يتلقون تعليمات أستاذهم ثم وبشكل غير منطقي وبدون أدنى تبرير يتحول هؤلاء الطلاب إلى شخصيات شكسبيرية تتصارع فيما بينهما بسوية، مسطحة دون تصعيد وافي أو استخدام لغة مسرحية ترميزية أو تطويع ملفت للسينوغرافيا والديكور والموسيقى، مع الاعتماد على الإلقاء الإذاعي بصيغة كلاسيكية. فيما يريد أن يحيل العرض الشخصيات إلى صراع قابيل وهابيل والخلافات الأزلية والحروب المتلاحقة  والشرور المسيطرة.

على العموم  لا تحتاج الدفعة إلى اختبارات جديدة لنكتشف  تميّزها وسطوع موهبة غالبيتها، منذ أن  قدّمت اختبار أنماط مع مريم علي لمسنا  السوية الأدائية المتماسكة والواعدة عند الغالبية، باستثناء مطارح يمكن معالجتها مع تراكم الخبرة مثل ضعف القدرة الوافية على التحكم بطبقات الصوت، وتوزيع الطاقة على مدار زمن العرض وضبط اللغة العربية الفصحى كما يجب!

قد يعجبك ايضا