مكرم غصّوب: المشهد الشعري ينقصه الكثير من الصدق

12 يونيو 2023

حاوره: هاني نديم

على كتف جبل صنين، هنالك قرية اسمها الفريكة، وفي الفريكة معلمان ثقافيان يعرفهما القاصي والداني، متحف أمين الريحاني وعريشة مكرّم غصّوب! 

مكرم غصوب الشاعر والأكاديمي اللبناني الذي يكتب من حديقته الغناء وتحت عريشته التي جمعت معظم الأدباء العرب. يؤسس لحالة ثقافية خاصة بين الفلسفة والشعر، ويعمل على نصٍ مشغول بعناية وفي مساحة “خطيرة” بين الفلسفة والشعر. 

التقيته في تلك الدردشة السريعة عن المشهد الشعري وعلاقة الفلسفة بالشعر. سألته:

  • بين الفلسفة والشعر خيط رفيع جداً لكنه خطير جدا. هل الشعر بحاجة حقاً إلى الفلسفة؟ كيف ترى تلك العلاقة؟
– لا أرى خيطاً بين الشعر والفلسفة إنما علاقة تفاعلية أحياناً يكون الشعر فيها الروح والفلسفة جسده وأحياناً العكس. ولا أرى تحليقاً إلى الأعلى وانفلاتاً من الزمان والمكان لخلق حياة جديدة إلّا بجناحين، السؤال والخيال، يخفقان بتناغم، الأول معرفة مسؤولة والثاني إبداع متجدّد.
  • أصف شعرك بأنه بندول صامت في غرفة مظلمة، لا مظاهرات لغوية ولا زخارف لفظية.. تحدث لي عن نصك وكيف تكتبه؟
– يقول فيورباخ إنّ الأسرار الأكثر عمقاً تسكن الأشياء الطبيعية الأكثر بساطة. ولا بدّ هنا من التمييز بين التبسيط العميق وتسطيح العقول ومسخ المفاهيم. في رحم البساطة، ذلك الفراغ الممتلئ صمتاً وموسيقا، تتفاعل أخيلتي وأسئلتي، فتتدوّر حلقات متداخلة مترابطة، مشكلّة في دائرة كبرى، النصّ أو القصيدة أو الكتاب، رحم الصور والمعاني التي يشارك في خلقها القارئ.
  • أنت بعيد عن الاشتباك الثقافي نوعاً ما؟ ما رأيك بالمشهد الشعري اليوم؟
– نعم، لكني قريب جدّاً من التفاعل الثقافي، حيث الثقافة فعل ارتقاء وحياة بكلّ تفاصيلها.. أحبّ كثيراً الدوائر إلّا دوائر الثرثرة خاصة في الأوساط الثقافية، التي أهرب منها إلى تحت عريشتي، حيث حديقة الكتب والازهار والطيور الحرّة. أظنّ أنّ المشهد الشعري اليوم ينقصه الكثير من الصدق.
قد يعجبك ايضا