26 يونيو 2023
سامح محجوب
سيناديكم شبحي
يوم ستهدفني أيادي الغدر
في مثل هذا اليوم من عام 1998شيّع عشرات الآلاف المناضل والمغني والشاعر الجزائري الأشهر معطوب الونّاس المتمرد الأمازيغي العظيم الذي الذي أزعج بكلماته وصوته من أرادوا أن يسلبوا أهله حقهم في لغتهم وهويتهم،حقهم في الغناء للحرية والتعدد إلي آخر القيم العلمانية والمدنية التي دفع الوناس عمره ثمنًا لها حيث تم اغتياله بأكثر من سبعين رصاصة غادرة عند أحد الحواجز بالقرب من مدينة “تيزي وزر”
المدينة ولد بها عام 1956 وعرف بين أهلها فى الأعراس بصوته الجميل المختلف وهو مازال فى سن الخامسة عشر من عمره ، وكانت عودة أبيه من فرنسا وإهدائه قيثارته الأولى من الأحداث المفصلية فى حياته .
تعلّم الونّاس الغناء بشكل ذاتي وهاجر لفترة إلى فرنسا ثم عاد إلى الجزائر. وأصدر العديد من الألبومات الغنائية الناجحة منها «الله أكبر» وكان ألبومهم الأخير بعنوان «رسالة إلى…» والذي صدر بعد اغتياله .
تميزت أغاني الوناس بحسِّها الثوري الصاخب وموسيقاها الشعبية كما تميز صوته بعذوبة وشجن نادرين، اغتال المتأسلمون الوناس بعد خطفه ومحاولة قتله أكثر من مرة إلا أن عائلته ليست واثقة حتى هذه اللحظة من الجهة التي قامت بتصفيته وإسكات صوته الذي كان ومازال وثيقة إدانة دامغة على استبداد وقمع الهويات .
أنا اليوم بينكم
أما غدًا فلا أدري
أندد بما شاهدته ورأيته
سيناديكم شبحي
يوم ستهدفني أيادي الغدر