26 يونيو 2023
نص خبر _ بكين
تم تشخيص 15 مليون إصابة بمرض ألزهايمر بين المسنين في السنوات الثلاث الماضية في الصين، ومن المتوقع أن يرتفع العدد إلى نحو 50 مليون إصابة بحلول عام 2050، وفقاً لتقرير صادر عن المركز الطبي للأمراض العصبية في العاصمة بكين.
ومع ارتفاع أعداد المسنين في البلاد، يتزايد عدد الأشخاص الذين يصابون بمرض ألزهايمر بشكل أسرع مما يستطيع نظام الرعاية الصحي التعامل معه، الأمر الذي يشكل عبئاً كبيراً على ملايين العائلات في المجتمع الصيني، عدا عن المخاوف الحكومية من تداعيات ذلك في ظل ارتفاع نسبة الشيخوخة وتراجع معدلات المواليد الجدد.
وينذر تأثر ملايين الأسر بألزهايمر خلال الفترة المقبلة في ظل نقص موارد الرعاية بحدوث أزمة اجتماعية، وخصوصاً أنه من دون الوصول إلى خدمات الرعاية المهنية، يتعين على الأفراد تحمّل أعباء مضاعفة.
يقول الأستاذ المعيد في جامعة خواتشونغ للعلوم، دا فنغ: “إن تراجع الذاكرة المرتبط بتقدم العمر يُعتبر جزءاً طبيعياً من الشيخوخة. لذلك، يبدو الأمر نتيجة حتمية لارتفاع أعداد المسنين في البلاد. فألزهايمر هو أحد الأمراض الشائعة، وكل شخص معرض للإصابة به بمجرد أن يتقدم في السن ويتجاوز عقده الثامن أو التاسع. لا شك في أن المسؤولية جماعية، لأن أعداد المصابين تفوق قدرة الدولة على التعامل بصورة مثلى مع هذه الفئة”، مضيفاً أن ذلك يحتم على الأسر والأفراد ومراكز الرعاية تحمّل جزء كبير من مهام المتابعة والرعاية.
ويوضح أن المشكلة تكمن في أن عدداً قليلاً من مراكز رعاية المسنين يقبل استقبال مرضى ألزهايمر بسبب مخاوف تتعلق بالسلامة، وتقوم بعض هذه المراكز بتقييم الحالة العقلية للمتقدمين وتدرس ما إذا كانوا يشكلون خطراً على الآخرين. كما أن هناك دور رعاية تصنف مرضى ألزهايمر على أنهم مجموعة عالية الخطورة، فضلاً عن أن معظم هذه المراكز تفتقر إلى الموارد البشرية والكوادر المؤهلة للتعامل مع هذا المرض.
لكن في المقابل، إن نسبة قليلة من الأسر لديها القدرة المالية لوضع مرضاها في مراكز التأهيل، وتبقى النسبة الأكبر من المرضى في البيوت وتتلقى رعاية بالحد الأدنى الذي يضمن لها فقط الاستمرار على قيد الحياة لناحية تأمين الغذاء والدواء والاعتناء بالنظافة الشخصية.
ورغم توسيع السلطات الصينية أنظمة رعاية المسنين، لكنها تكافح لمواكبة الحجم الهائل للتغيرات الديموغرافية، وعمدت خلال السنوات الأخيرة إلى إنشاء مئات مراكز رعاية المسنين، كما أطلقت خطة تأمين رعاية طويلة الأجل، وقدمت إعانات لخدمات الرعاية المنزلية.
لكن تزايد نسبة المسنين والأعداد الهائلة لمرضى ألزهايمر تشكل عائقاً كبيراً، ويعتقد خبراء أن عدم الفصل بين الرعاية التي يحتاجها كبار السن، والرعاية التي يحتاجها مرضى ألزهايمر والخلط بينهما، يشيران إلى أنه ليست هناك خطة حكومية ناضجة للتعامل مع هذه الأزمة.