صاحب” طائر الحوم” فى ذمة التاريخ

29 يونيو 2023

نص خبر – مكتب القاهرة

رحل صباح اليوم بأمريكا الروائي وعالم الاجتماع السوري حليم بركات بعد رحلة طويلة قضى معظمها خارج وطنه.

ولد حليم بركات فى 23 يونيو لعام 1933 في كفرون، وهي قرية تقع على الساحل السوري، وانتقل منها إلى بيروت عندما توفي والده وهو في العاشرة من عمره، حيث تولت أمه مسؤولية إعالة العائلة وتعليم أولادها. وفي أثناء دراسته العلوم الاجتماعية في الجامعة الأميركية تزوج حليم بركات من السيدة حياة، التي شاركته المراحل المختلفة من حياته الأدبية والأكاديمية وتناول علاقته بها من خلال روايته “طائر الحوم. حصل على درجتي البكالوريوس والماجستير في علم الاجتماع من الجامعة الأمريكية في بيروت في النصف الثاني من الخمسينيات ثم حصل على الدكتوراه في علم النفس الاجتماعي من جامعة ميشيغان بأمريكا في عام 1966. عمل بالتدريس في الجامعة الأميركية ببيروت (1966-1972)، وفي جامعة هارفرد (1972-1973) ثم عمل في جامعة تكساس في أوستن (1975-1976)، لينتقل أخيرًا للعمل في جامعة جورج تاون الأميركية حيث أمضى فيها 27 عاماً، قضاها في التدريس والبحث.

وقد تنوع إنتاج حليم بركات بين الأدبي والفكري وحاز عدة جوائز  عربية وعالمية ومن إنتاجه الروائي

• “القمم الخضراء”، 1956
• “الصمت والمطر”، 1958
• “ستة أيام”، 1961
• “عودة الطائر إلى البحر”، 1969
• “الرحيل بين السهم والوتر”، 1979
• “طائر الحوم”، 1988
• “إنانة والنهر”، 1995

ومن إنتاجه الفكري :

• “المجتمع العربي المعاصر” (دراسة)، 1984
• “حرب الخليج” (دراسة)، 1992
• “المجتمع العربي في القرن العشرين” (دراسة)، 1999
• “المجتمع المدني في القرن العشرين” (دراسة)، 2000
• “الهوية أزمة الحداثة والوعي التقليدي” (دراسة)، 2004
• “الاغتراب في الثقافة العربي” (دراسة)،

وقد نعاه الكاتب المصري أسامة عرابي على صفحته الشخصية بالفيس بوك قائلًا :

فقدت الحياة الأدبية والعلمية واحدًا من خيرة كتَّابها ومفكريها ألا وهو د.حليم بركات الأستاذ بجامعة جورجتاون بواشنطن، والذي أغنى مكتبتنا بمؤلفاته التي عُنيت بنقد البطريركية العربية، والتأكيد على أهمية الصراع الثقافي، والتحليل الطبقي مقترنًا بالتحليل القومي. مُشدِّدًا على عدم وجود ثقافة واحدة، أو فكر عربي واحد، أو أدب واحد. لهذا رأى أنه ليس غريبًا أن نُسمِّي النقاشات الفكرية معاركَ. وقد كانت حقًّا معاركَ في مُختلِف مراحل تطور الفكر العربي المعاصر بين ثلاثة تيارات بديلة هي: التيار الديني، والتيار الليبرالي، والتيار التقدمي الثوري، كما جاء في كتابه “المجتمع العربي المعاصر، بحث استطلاعي جماعي”.

الأمر الذي قاده إلى استنتاج نوعية العلاقة التي يجب أن تقوم مع الغرب، وتبني أطروحة المواجهة وليس التعاون مع الغرب؛ ما أدَّى إلى أن تتفرع عن أطروحة المواجهة هذه مقولتان أساسيتان: مقولة رفض الثقافة الغربية السائدة، ومقولة مدِّ الجسور مع الثقافة المضادَّة الثورية المبدعة.
ومن موقع عربي ثوري تقدمي، وجد أننا في حالة صراع وتنافس مع الثقافة العربية السائدة، ومع قوى السلفية والليبرالية داخل المجتمع العربي.إذن كم يكون حريًّا بنا أن نواجه الثقافة الغربية السائدة، وندخل في صراع محترم معها. ولكي نتمكن من ذلك، لابدَّ أن نرسِّخ علاقتنا بثقافتنا العربية المضادَّة الثورية عبر تاريخها الطويل، وأن ندخل في حوار مع الثقافة الغربية الثورية المناهضة للثقافة الرأسمالية الاستهلاكية المهيمنة.بذلك نتحوَّل من خلال تحوُّل الماضي والحاضر، بل نتحول من خلال المواجهة الداخلية والخارجية انطلاقًا من التراث الثوري العربي وغير العربي.

من هنا كانت دعوته لعلاقات المواجهة وليس لعلاقات التعاون.

وعلى جانب آخر نعاه الناقد والكاتب الأردني دكتور فخري صالح قائلًا :

الروائي وعالم الاجتماع والمثقف العربي الكبير حليم بركات يرحل دون ضجة

من علامات الوهن الثقافي الذي يعتري العالم العربي أن يرحل روائي طليعي وعالم اجتماع مميز ومثقف عربي كبير بحجم حليم بركات (1933- 1923)دون أن يلتفت إلى ذلك أحد . حليم بركات واحد من العلامات الثقافية البارزة في تاريخ الثقافة العربية في النصف الثاني من القرن العشرين، وأستاذ كبير في الجامعات الأمريكية، أضاء على الثقافة والمجتمع العربيين في مؤلفات متميزة بالعربية والإنجليزية.

وداعا حليم بركات، المثقف البارز والإنسان النبيل القريب من القلب.

 

قد يعجبك ايضا