5 يوليو 2023
نص خبر _ بوست تايمز
تعيش أوروبا أجواء الحرب في أوكرانيا، وتهيمن أخبار الغزو الروسي على تفكير الناس في مستقبل السلام وازدهار المجتمعات منذ أكثر من عام. لذلك تستقطب دول أوروبا الشرقية ودول البلطيق الصغار من الذكور والإناث بدءاً من عمر 8 سنوات للتدرب على حمل السلاح، وكيفية إطلاق النار.
تكافح الدول الأوروبية ضد عمالة الأطفال واستغلال الصغار في الحروب حسب اتفاقية حقوق الطفل الصادرة عن الأمم المتحدة، لكن الحروب تبدل كل الشعارات الحقوقية.
لا يعرف أطفال ألمانيا أو الدول الاسكندنافية وغيرها من مجتمعات شمال أوروبا وغربها أي تفاصيل عن الأسلحة، بينما يختلف المشهد تماماً في بعض دول أوروبا الشرقية حيث يخضع أطفال في الصف الثالث الابتدائي للتدريب العسكري واستخدام البنادق.
وأيضاً، تشهد لاتفيا تجنيداً للصغار والشباب بصورة غير مسبوقة منذ بداية تسعينيات القرن الماضي بسبب الخوف من الجار الروسي الذي يدفعها إلى تحصين نفسها وضمان الجهوزية لأي تطور عسكري محتمل، تحت مسمى الدفاع الوطني.
وخلال فصل الربيع، يتجمع الأطفال أسبوعياً بعد الدوام المدرسي في مختلف المناطق لاكتساب معلومات جديدة حول آليات الدفاع. ومع بدء موسم الصيف، تقام معسكرات حيث يقضي الأطفال والشباب أربعة أيام في الغابات بإشراف متخصصين، لتلقي تدريبات حول اللياقة البدنية والمعنوية لمواجهة التحديات المرتبطة بغياب اليقين بمستقبل سلمي وآمن.
ومنذ 1992، عام استقلال لاتفيا وبقية دول البلطيق عن الاتحاد السوفييتي، يبدو أن البلاد تأثرت بالتجربة الفنلندية وتأسيس “الشعب المقاتل” (منذ عام 1940 بعد حرب الشتاء الضروس مع السوفييت). لجأ قادتها إلى تهيئة الصغار والشبيبة للمشاركة مستقبلاً في الدفاع عن بلادهم وتمويلها رسمياً منذ 2014، على خلفية غزو روسيا وضمها شبه جزيرة القرم، الأمر الذي جعل روسيا تصف لاتفيا بأنها “بلد معاد للروس”.
يقول المسؤول عن منظمة جونساردزي، العقيد آيفيس مرباحس، لصحيفة “بيرلنغسكا” الدنماركية، إن الهدف من تدريب الصغار هو “تمكينهم من تعلم أساسيات الدفاع الوطني والتعرف إلى المهارات المفيدة في الجيش”.
وإذا كانت دول البلطيق وأوروبا الشرقية صارمة في هذا الإطار، وخصوصاً لاتفيا التي لا يتجاوز عدد سكانها المليوني نسمة، فإن الحال ليس أفضل في روسيا. وأنشأت منظمة الشباب الوطنية (جنارميجا)، التي تعمد بدورها إلى تجنيد الأطفال بأعمار ما بين 8 و18 عاماً.
ووفقاً لتقرير أعدته مجلة “فورين بوليسي” الأميركية في ربيع 2022، بالإضافة إلى عدد من الأفلام الوثائقية التي تلت غزو أوكرانيا، باتت “الشباب الوطنية” تضم أكثر من مليون عضو. وحتى مع غياب منظمات الطلائع والشبيبة الشيوعية السوفييتية، بقيت السردية الروسية تقوم على تعزيز الانتماء إلى “الأم روسيا” وتمجيد الدفاع عنها في وجه الاجتياح النازي الألماني.