12 يوليو 2023
نص خبر _ بلومبيرغ
ظهرت بعض التحديات المميتة التي اكتسبت شعبية مؤخرا، وقد رُبط بينها وبين وفاة 20 طفلاً خلال الأشهر الثمانية عشرة التي سبقت نوفمبر عام 2022، وفقاً لبيانات جمعتها مجلة بلومبرغ بيزنيس ويك.
أحد التحديات يتضمن قيام الشخص بالتحكم في أنفاسه أو حبسها حتى يغيب عن الوعي – الفكرة هي تصوير لحظة سريان هرمون الأدرنالين في الدم عندما يسترد الشخص وعيه.
يتضمن تحد آخر تعاطي جرعات زائدة من بعض أدوية البرد والحساسية لإحداث الهلوسة. وقد أصدرت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية تحذيراً من خطورة بعض المواد الفعالة في عقار diphenhydramine (ديفينهايدرامين)، قائلة إن تناول جرعة زائدة منه قد يتسبب في مشكلات في القلب وتشنجات وغيبوبة، بل وقد يؤدي إلى الوفاة.
الاندماج والمنافسة
أحد التفسيرات المحتملة هو ضغوط الأقران التي يتعرض لها الأطفال، وشعورهم الملح بالرغبة في الاندماج في الدوائر الاجتماعية، على حد قول الدكتورة باميلا راتليدج، مديرة مركز أبحاث علم النفس الإعلامي بجامعة فيلدينغ غراديويت بولاية كاليفورنيا الأمريكية.
تقول راتليدج: “هناك الكثير من الناس الذين لا يستطيعون مقاومة ذلك لأنهم لا يريدون أن يعتبرهم الآخرون جبناء أو غير أهل للمهمة…فهم لا يريدون التخلف عن الركب”.
كما تشير أيضاً إلى أن الأطفال يبحثون عن مكان لهم في الدوائر الاجتماعية، مضيفة أن هؤلاء الأطفال لا يمارسون الكثير من التفكير النقدي قبل الإقدام على تلك التحديات.
وجهة النظر هذه تكررها البروفيسورة ماكانا تشوك أستاذة الاتصالات بجامعة سيراكوز بالولايات المتحدة.
على الرغم من أنه ليس هناك شيء جديد في انخراط الأطفال والمراهقين في سلوك ينطوي على مخاطر بإيعاز من قرنائهم، فإن الطبيعة الانعزالية لوسائل التواصل الاجتماعي تشكل بعض التحديات
كما أن هناك عاملاً بيولوجياً مهما يجب أخذه بعين الاعتبار. منطقة الدماغ المسؤولة عن التفكير العقلاني والقدرة على تقييم المخاطر – أو ما يعرف بقشرة الفص الجبهي – لا تبلغ كامل نموها إلا عندما يصل الأشخاص إلى منتصف العشرينات من العمر.
يعني هذا أن الأطفال والمراهقين ربما لا تكون لديهم بعد القدرة على فهم الأسباب والنتائج، وربما يجدون صعوبة في التحكم في اندفاعاتهم.
عائلات تقاضي تيك توك
بعض الأسر أقامت دعاوى قضائية ضد تيك توك، زاعمة أن لوغاريتمات التطبيق مسؤولة عن وفاة أطفالهم الذين شاركوا في تحديات خطرة.
يقول ماثيو برغمان من المركز القانوني لضحايا وسائل التواصل الاجتماعي (Social Media Victims Law Center): “عندما يتعلق الأمر بحياة الأطفال، فإن الواحد في المليون [الذي يلقى حتفه] يعتبر عددا أكبر مما ينبغي”..
حتى الآن، كانت هناك محاولات عديدة لتحميل شركات التواصل الاجتماعي المسؤولية ومحاسبتها، لكن جميعها باء بالفشل. ففي أكتوبر عام 2022، رفضت محكمة أمريكية دعوى قضائية تتهم تيك توك بالمسؤولية عن وفاة الطفلة نايلة أندرسون التي كانت تبلغ من العمر 10 سنوات.
فقد حكم قاض فيدرالي بولاية بنسيلفانيا الأمريكية بأن المادة 230 من قانون آداب الاتصالات تحمي تيك توك. فالمادة بشكل عام تمنح وسائل النشر الحصانة من المسؤولية القانونية عندما يكون المحتوى من إنتاج المستخدمين.
يقول برغمان: “كل الشركات الأخرى في المملكة المتحدة والولايات المتحدة تتحمل قدراً مقبولاً من واجب الرعاية، وليس الرعاية الكاملة. نحن لا نقول إن تيك توك مسؤول مئة في المئة عن سلامة كل طفل. لا نقول إن الآباء لا يتحملون أي مسؤولية – بل العكس صحيح”.
ماذا قالت منصة تيك توك؟
يرغب برغمان في أن تفعل منصة تيك توك المزيد من أجل رصد أي محتوى يمثل خطورة وإزالته، وكذلك تعديل لوغاريتماتها حتى لا يكون الأطفال دمستهدفين بهذا المحتوى الخطر.
وصرح متحدث باسم تيك توك لـ بي بي سي قائلاً: “نحن نحظر تماما السلوك الخطر عبر تيك توك، ونستثمر بشكل كبير من أجل منعه على منصتنا – بما في ذلك من خلال إزالة بعض المحتويات، وإعادة توجيه البحث الذي يجرى على المنصة، وإضافة شارات تحذيرية، وبناء موارد من خلال شراكات مع الخبراء”.