21 يوليو 2023
نص خبر- وكالات
جرت العادة أن ينجز مجموعة من الشباب السوريين المستقلين في مشتى الحلو ملتقى فنياً باسم ملتقى “الدلبة” (اسم شجر معمرّ علي تشتهر فيه المنطقة) وذلك بشكل سنوي وبإمكانيات بسيطة تعتمد على رعايات متواضعة من الفنادق والمطاعم السياحية الموجودة في المنطقة الجبلية الآسرة. يستضيف في يومياته مجموعة كبيرة من الفنانين التشكيليين والنحّاتين والمصّورين الذي ينجزون على مدار أيام الملتقى في الهواء الطلق والطبيعة الخصبة، إضافة لاستضافة هواة الفن السابع الذي يعرضون أفلامهم في قاعة كنيسة بينما يكون هناك لجنة تحكيم تقيّم عروضهم وتمنح جوائز. لكن الملتقى توقف لأسباب عديدة فيما انطلق ملتقى جديد مشابه بعنوان “سيلينا” لكنّه يعنى بالفن التشكيلي على وجه الخصوص. وهذا العام وفي دورته السابعة حمل اسم “ناس من ورق” تيمنا بمسرحية الرحابنة وجمع ثمانية عشر فناناً وفنانة تشكيليين من سورية ولبنان، أنجزوا مجموعة لوحات تنتمي لمختلف المدارس الفنية.
وقد قال مدير الملتقى الفنان التشكيلي علاء محمد في تصريح للوكالة الأنباء السورية “سانا” أن الملتقى الذي استمر على مدى أربعة أيام تميز بتنوع المدارس التشكيلية والانفتاح، ما خلق حالة لونية تقاطعت مع جمالية عيون الوادي حاضنة الملتقى الذي اهتم بهذا الجانب، فالفن أحد الموثقات التاريخية للإنسان وللحياة بشكل عام”
وأضاف بالقول : “الملتقى الذي شارك فيه اثنا عشر فناناً تشكيلياً من سورية وستة من لبنان خرج بلوحات عبر فيها كل فنان عن رؤياه وأحاسيسه بلغته الفنية، وهذا ليس بجديد على الشعبين السوري واللبناني اللذين يشكلان إرثاً واحداً في الفن والغناء والتشكيل والثقافة”
من جانبها شاركت الفنانة التشكيلية سوسن الزعبي بلوحة بعنوان “ساروجة” (منطقة في دمشق القديمة) وقالت عن هذه المشاركة : “دمشق القديمة بسوقها التاريخي (ساروجة) حاضرة في أعمالي في كل مكان يستضيف الأصالة والجمال.
فيما شرح الفنان التشكيلي سائد سلوم لسانا بأنه حاول من خلال اللوحتين الفنيتين اللتين شارك بهما في الملتقى واعتمد فيهما على مادة الأكريليك ممزوجة بأتربة من طبيعة المكان أن يظهر تفاعل الإنسان مع البيئة والحياة، ويبحث فيهما عن حوار بين الورد والحجر والإنسان وما يحيط به من أشياء وفق الأحداث المعاصرة.
وعبر الفنان التشكيلي رمضان النعسان عن إعجابه بخصوصية مكان الملتقى، حيث تتآلف الوجدانيات مع الطبيعة الساحرة وهو ما وظفه في لوحته، التي حاول فيها ربط المكان مع الإحساس ليصبحا وحدة فنية متكاملة.
وفي ست وعشرين نافذة صغيرة احتضنتها لوحة واحدة للفنان التشكيلي عبد الناصر رجوب حاول من خلالها إظهار الجمال، من حيث الشكل والمضمون معتمداً فيها على الألوان الزيتية، موضحاً أن الملتقى فرصة للتعبير عن الفن الذي هو حاجة اجتماعية وروحية لبناء الإنسان، وهو أقصر طريق بين إنسان وإنسان.
الفنان التشكيلي موفق مخول الذي يشارك لأول مرة في الملتقى حاول من خلال عمله الفني التعبير عن حبه للمكان وناسه، وأن يبوح بألوانه الزيتية عن جوهر الإنسان وانفعالاته الحزينة أو السعيدة تجاه ما يحيط به وخاصة في حضن الطبيعة الغناء، واصفاً الملتقى بالفرصة النبيلة الناجحة لأنه يزرع فينا القيم الفنية والإنسانية والوطنية.