كـ حنظلة مع قبلته فلسطين.. قبلة نور الشّريف: الفنّ والإنسان

11 أغسطس 2023

 

 

 

 

 

 

 

 

أمامة أحمد عكوش – نص خبر

رُغم يُتْمِهِ.. عَرفَ أنَّ اللحظةَ ستأتيهِ ويَمتَلِكُها .. وضع ما أحبَّه نصب عينيّه، فكان له ما أراد؛ البادئ عبْرَ عربات الكارو ومصرع كليبر والشَّوارع الخلفية وروميو وجولييت على الخشبة .. وفي قصر الشَّوق عبر الشَّاشة الكبيرة.. هو مجدي أبناء الصَّمت، واسماعيل الكرنك، وزعتر أهل القمّة، ويحيى الحدوتة المصرية، وكمال العار، وحسن سواق الأتوبيس .. وعبر الصَّغيرة.. هو العبقريّ المشوّه في أديب، والنّاجي في الحرافيش، والبرعي في لن أعيش في جلباب أبي .. هو النّساخ وابن رشد والرّشيد والعادل .. هو كـ مَنْ “رقَّ الإناء وراقتِ الخمر فتشابها واختلط الأمرُ .. وكأنّما خمرٌ ولا قدحُ .. وكأنَّما قدحٌ ولا خمرُ” .

محمد جابر

وُلد محمد جابر محمد عبد الله في الثّامن والعشرين من نيسان/أبريل عام 1946 في حي الخليفة بالسّيدة زينب في القاهرة لأبوين مصريين، توفي والده شابّاً في الـ 26 من عمره، وكان عمر “محمد” سنة واحدة، تركته أمّه مع أخته عند جدّه لأبيه، وذهبت لتعيش عند أهلها، وبعد سنوات تزوجت وسافرت مع زوجها إلى السّعودية، ليتولَّى جدّه وعمّاه” اسماعيل وأمين” وعمّته، تربيته هو وشقيقته عواطف، كانوا يطلقون عليه اسم نور، وكانت عواطف تحبّ الفنّان عمر الشّريف، فأصبحت العائلة تناديه “نور الشّريف”، كان نور يعتقد أن عمَّه إسماعيل هو والده، وأنّ نور هو اسمه الحقيقي، حتَّى السّادسة من عمره – أوَّل يوم له في المدرسة – إذ اكتشف من خلال المعلِّم أنّ اسمه محمد، وأنّ إسماعيل ليس والده، بل عمّه؛ انتهى اليوم الدّراسي.. عاد إلى المنزل، وسأل عمّته من بين دموعه عن اسمه وعن أبيه، احتضنته.. وأخبرته الحقيقة، معرفته للحقيقة جعلا شعوره بالغربة والوحدة عارماً، وأن ليس من حقّه طلب شيء، لذلك لم يحبّ الأعياد والمناسبات، ويفضّل قضاءها في البيت، رغم محاولة أهله إخراجه من حالته النّفسية.

إلّا أنّ ذلك لم يجد نفعاً، ليجد ملاذ طفولته في القراءة – كان لقبه “دودة القراءة” – ، وفي التّمثيل مع الفرقة التي أنشأها خاله “شعيب”، التي تقدّم مسرحيات قصيرة لأطفال الحارة على “عربات الكارو”، التي اتّخذوا منها مسرحاً في الليل، بالوقت الذي يتركها أصحابها، وكان جمهورهم من أطفال الحارة والأهالي، ومن ثمّ في لعب كرة القدم، وشكّل مع أبناء حارته فريقاً أطلقوا عليه “الأسد المرعب”؛ وفي المرحلة الإعدادية، انضمّ لفرقة التّمثيل في مدرسة “بنبا قادن”، وشارك معهم بتقديم العروض تحت إشراف المخرج حمدي فريد، وكان أوّل عرض لنور في الإعدادية عبر مسرحية “مصرع كليبر”، وانضمّ نور في هذه المرحلة لناشئي نادي الزّمالك كلاعب وسط؛ وفي ذات الفترة.. أحبّ فتاة من حارته، ليتشاجر بسببها مع أحد أبناء الحي، ما اضطرّ عمّه إسماعيل إلى أخذه معه إلى ورشة النّجارة الخاصّة به، “تسبّب لي هذا الموقف بعقدة نفسية من البنات” هذا ما قاله نور في مذكّراته. وبعد أن انتهى من الثّانوية التحق بكلية التّجارة، وغيّر اسمه حينها إلى “نور الشّريف جابر محمد”؛ حبّه للتّمثيل طغى على حبّه لكرة القدم، وعلى متابعة دراسة التّجارة، فتركهما والتحق بالمعهد العالي للفنون المسرحية، وحصل على الدّبلوم عام 1967 بتقدير امتياز، وبترتيب الأوّل على الدّفعة.

150 جنيه!

تعرّف خلال دراسته في المعهد على الفنّان سعد أردش، ليرشحه للعمل معه في مسرحية “الشّوارع الخلفية”، وليختاره بعدها المخرج كمال عيد لمسرحيته “روميو وجولييت”، والتي تعرَّف خلال تأدية بروفاتها على الكبير عادل إمام، ليقدّمه بدوره للمخرج حسن إمام، وليشارك معه في فيلم “قصر الشّوق” عام 1966، ويحصل عن دوره على شهادة تقدير. ومن ثمّ شارك بعد تخرجه من المعهد في “بنت من البنات”، وفي “بئر الحرمان، وزوجة بلا رجل”، وحين حضرت مرحلة البدايات إلى ذاكرته في أحد لقاءاته قال مبتسماً: “أوّل عقدٍ وقّعته في حياتي الفنية بـ 150 جنيه مصري”.

ثلاثة عقود

تابع النّجم الصَّاعد نجاحه في السّبعينيات، مسجّلاً حضوره في عديد الأفلام، منها (أشياء لا تُشترى – زوجتي والكلب – البيوت أسرار – زواج بالإكراه – دائرة الانتقام – العاشقات – الشّياطين – جري الوحوش – ابتسامة واحدة لا تكفي)؛ وها هي فترة الثّمانينات تحلُّ، ليحلَّ معها نور كواحد من أشهر نجوم العالم العربي – حسب عديد النّقاد – وذلك عبر مجموعة أفلام، منها (دنيا الله – الشّيطان يعظ – الذّئاب – آخر الرّجال المحترمين – اللعنة – عسل الحب المر – مصري – أصدقاء الشّيطان – زمن حاتم زهران – كتيبة الإعدام – عنبر الموت). وأيضاً.. حمل عقد التّسعينات تألقاً للشّريف لا يقلّ عمّا سبقه، عبر تأديته لمجموعة أفلام خالدة في ذاكرة المشاهد العربي، منها (ليل وخونة – الصّرخة – دماء على الإسفلت – عيون الصّقر – 131 أشغال – الرّقص مع الشّيطان – الزّمن والكلاب – الهروب إلى القمّة – المصير – الظّالم والمظلوم).

عميش

وفي الألفية الجديدة.. برزت له أفلام عديدة، بدأها منتجاً ومخرجاً وبطلاً عبر “العاشقان” عام 2001 لكوثر هيكل، كما سجّل حضوره بعدها في أفلام، منها (نسور المجد – عمارة يعقوبيان – مسجون ترانزيت – قائمة الموت – نقطة النّور)؛ إلّا أنّ أبرز ما أدّاه في هذه الفترة فيلم “دم الغزال” عام 2005 لوحيد حامد وحمد ياسين، وشاركه في البطولة (يسرا، ومنى زكي، وعمرو واكد، وصلاح عبد الله، ومحمود عبد الغني، وعايدة رياض)، حيث أدّى فيه الشّريف دور “جابر عميش”، الشّخص النّبيل الذي يُصْدَم من التّغييرات في المجتمع؛ وحصد هذا الفيلم 6 جوائز مقدّمة من المهرجان القومي للسّينما.

الأسيوطي

كما قام عام 2008 ببطولة “ليلة البيبي دول” لعبد الحي أديب وعادل أديب، حيث أدّى فيه الشّريف دور “عوضين الأسيوطي”، رفقة (محمود عبد العزيز، ومحمود حميدة، وجمال سليمان، وليلى علوي، وغادة عبد الرّازق، وسلاف فواخرجي، ونيكول سابا)، الفيلم الذي أثار ضجّة كبيرة، بسبب الدّور الجريء لنور، إذ ظهر عارياً في سجن أبو غريب، ما دعا البعض لاستهجان الدّور، فيما قال بعض النّقاد: “مَنْ مِنَ النّجوم العرب أكثر شجاعة على أداء مثل هذا الدّور، وبمثل هذه الصّورة من الواقعية، نور الشّريف فعلها ببراعة”.

بتوقيت القاهرة

و”بتوقيت القاهرة” لأمير رمسيس.. كان آخر فيلم ظهر فيه نور بدور “يحيى مراد”، تمحور حول ثلاث حكايات، تحدث جميعها على مدار يوم واحد، أوّلها مع الممثّلة المعتزلة ليلى السّماحي “ميرفت أمين”، والممثّل سامح كمال “سمير صبري”، والثّانية مع سلمى ووائل “أيتن عامر، وكريم قاسم”، والثّالثة مع يحيى “نور الشّريف” العجوز المصاب بالزّهايمر، الذي يوصله حازم تاجر المخدرات “شريف رمزي” إلى القاهرة، للبحث عن صاحبة الصّورة التي في جيبه.

حنظلة

ومن المفاصل المهمّة في تاريخ نور الشّريف، دوره ناجي العلي في فيلم “ناجي العلي” عام 1992 لبشير الدّيك وعاطف الطّيب، وكان الشّريف واحداً من منتجي الفيلم، الذي تناول واقعة الاغتيال الشّهيرة التي تعرّض لها الفنّان الفلسطيني ناجي العلي في لندن عام 1987، مع المحطّات التي مرَّ بها ناجي، بدءاً من نزوحه إلى مخيم “عين الحلوة” في لبنان، ثم عمله في الكويت، فعودته إلى لبنان فترة الحرب الأهلية، كما تعرّض الفيلم لأبرز مواقف ناجي السّياسية التي سجّلها في رسومه الكاريكاتورية؛ يذكر أنّ الفيلم بقي ممنوعاً من العرض في بعض الدّول العربية لمدة 22 عاماً، إلى أنْ عُرض عام 2014، وجاء المنع نتيجة جملة من المعطيات، منها أنّ عديد الصّحف المصرية والعربية شنّت حملات ضدّ الفيلم، بسبب بعض المواقف السّياسية لناجي، الذي اشتهر أكثر ما اشتهر برسمه لشخصية “حنظلة”، وقال الشّريف في آخر لقاءاته التّلفزيونية: “سأل رئيس تحرير الوسيلة الإعلامية التي نشر فيها ناجي رسمته الشّهيرة “حنظلة”، لمَ يُدر حنظلة ظهره لنا؟ فأجابه ناجي: لأنّه ينظر صوب فلسطين، هو لا يرى غير فلسطين“.

الظّلم وتخويف المفكّر

وأضاف الشّريف حيال “ناجي العلي”: “هذا الفيلم.. هو الفيلم المصري الوحيد الذي افتتح به مهرجان القاهرة السّينمائي الدّولي، ورغم ذلك مُنع في عدد من الدّول العربية، اعتقدتُّ حينها أنّ محاربتنا ستكون من دولة أو اثنتين، لكنّها وللأسف.. بدأت من قبل عديد الصّحفيين والفنّانين المصريين، وكذلك من أكثر من دولة عربية، كما منعوا لي أفلاماً أخرى من العرض في دولهم، ووضعوا اسمي واسم (محمد حسنين هيكل، ونادية لطفي، ومحسنة توفيق) وآخرين، على القائمة السّوداء – ممنوع دخول دولهم – “، وتابع نور: “فنّانون كثيرون اشتركوا حينها في مذبحتي، عدا (محمود ياسين، وصلاح السّعدني، ويحيى الفخراني) وقالوا للصّحف التي تبنّت مهاجمتي: حتهاجموا نور على لسانا، حنرفع قضية على صحفكم، كما أنّ كلّ مَنْ دافع عنّي من الصّحفيين تمّ إيقافه من عمله، أشكرهم جميعاً”، وختم: “أصعب أمر في الكون (الظّلم وتخويف المفكّر)، أوعوا تقهروا الفكر، وأحمد الله أن انتصرنا للقضية التي طرحناها ولو بعد سنوات طويلة، لا بدّ أن ينتصر الحقّ مهما طال الزّمن”، إذاً.. قبلة حنظلة “فلسطين”، وقبلة نور الشّريف “الفنّ وحقّ الإنسان”.

سينما .. مسرح .. إذاعة

جسَّدَ الشَّريف عبر الشَّخصيات التي أدَّاها، صورة الواقع الاجتماعي والاقتصادي والسّياسي في مصر والعالم العربي، مع رصد تحولات الواقع بتناقضاته، جسَّد ذلك من خلال ما يزيد عن الـ 180 فيلماً، وأنتج خلال مسيرته ستة أفلام، وأخرج اثنين. كما لم يبخل الشّريف على المسرح أيضاً، حيث ظهر في عديد الأعمال على الخشبة، منها (القدس في يوم آخر – يا مسافر وحدك – لعبة السّلطان)، كما أخرج مسرحيتي (محاكمة الكاهن – الأميرة والصّعلوك، وكان بطلها بدور حسن النّساخ). كما وقّع اسمه على بعض المسلسلات الإذاعية، منها (سيرة ومسيرة – الفاتح صلاح الدّين).

الرّائي

كشفت موهبة نور الشّريف عن نفسها بشدّة عبر الشّاشة الصّغيرة في رائعة طه حسين “أديب”، لعب فيها الشّريف دور “ابراهيم عبد الله” الشّاب العبقري الدميم المصاب بالتّشوه، والذي جسّد الصّراع بين الصّدق والخيانة والكذب والإخلاص، وفي “عاشور النّاجي” البطل الشّعبي عبر رائعة “الحرافيش” لنجيب محفوظ، و”عبد الغفور البرعي” الأمِّي العصامي في “لن أعيش في جلباب أبي” لإحسان عبد القدوس، إضافة إلى أنّه أبدع في أدوار السّير الذّاتية “الخليفة العادل عمر بن عبد العزيز – هارون الرّشيد”، وبرع بدور المزواج في “الحاج متولي”، علاوة على كونه جعلنا نعيش معه حروباً شرسةً، وصراعات تحكمها المصالح في “الدّالي”، ليكون إعلامياً كاشفاً للحقائق في “ما تخافوش”، ومنبّهاً إلى كنه إنسانية الشّخصيات المعجونة بالمصرية كشخصية “الشّيخ مبروك” في “خلف الله”، و”أبو دياب” القاسي الحنّون في “الرّحايا”؛ البارع في كلّ هذا.. وقّع اسمه على 35 مسلسلة تلفزيونية خلال مسيرته. إضافة إلى أنّه سجل حضوره كمقدّم لبرنامج “مع نور الشّريف” عام 2010. الجدير ذكره.. أنّ نور لم يبرع فيما قدّم للشّاشتين والخشبة فحسب، بل وفي تقديم عدد من الشّباب الذين أصبحوا نجوماً، إذ اكتشف موهبة مصطفى شعبان، وقدّمه في “الحاج متولي”، وأحمد زاهر في “الرّجل الآخر”، ومنى زكي في “يا مسافر وحدك”، وفؤاد صفوت، وأحمد صفوت، وغيرهم.

جوائز

مَنْ حاز لأوّل مرّة على شهادة تقدير عن دوره في “قصر الشّوق”، تمّ اختيار 7 من أفلامه ضمن قائمة أفضل 100 فيلم في ذاكرة السّينما المصرية حسب استفتاء النّقاد عام 1996، وحصد عديد الجوائز منها (أفضل ممثّل في مهرجان القاهرة السّينمائي في دورته الثّانية عام 1977، وأحسن ممثّل عن دوره في “ليلة ساخنة”، وجائزة التّمثيل الذّهبية من مهرجان نيودلهي عن دوره في “سواق الأتوبيس”، وجائزة القدس للثّقافة والإبداع، والشّخصية المتميزة في السّينما العربية، وأفضل ممثّل عن دوره في فيلم “بتوقيت القاهرة” من مهرجان مالمو للسّينما العربية في السّويد بدورته الخامسة 2015).

بوسي .. مي وسارة

التقى نور عبر بروفات مسلسلة “القاهرة والنّاس” مع بوسي لأوّل مرّة، لتجمعهما قصّة حب كبيرة، وليتقدّم بعد فترة لخطبتها، لكنّ والدها رفض، لأنّ نور لم يك غنياً، ولترفض بوسي قرار والدها، وتهدّده بالانتحار، حتّى أجبرته على الموافقة، ليتزوجا عام 1972، وينجبا “مي وسارة”، واستمرّ زواجهما لمدة 34 عاماً، وأكّدا في أكثر من مناسبة أنّ حبّهما لا يمكن توصيفه أو تشبيهه بشيء، وقالت بوسي في استحضار ذكرى زواجهما في إحدى إطلالاتها: “كان متخوفاً من الزّواج بسبب خوفه من الوفاة المبكرة، نتيجة وفاة والده في عمر صغير، وبعد زواجنا ظلّ لفترة رافضاً فكرة الإنجاب، لذات السّبب”؛ إلّا أنّ الشّريف وبوسي انفصلا عام 2006، وبقيا صديقين، ليعود العاشقان مطلع 2015 ويتزوجا من جديد.

القاهرة .. دمشق .. بغداد

“رقَّ الإناء وراقتِ الخمر فتشابها واختلط الأمرُ، وكأنّما خمرٌ ولا قدحُ، وكأنَّما قدحٌ ولا خمرُ” هذا توصيف الشّريف حسب الكاتب والنّاقد خيري شلبي، “نور الشّريف ليس مجرّد فنّان، بل هو من أصحاب الرؤى في الفنّ والحياة والسّياسة، شعاره الحرية، حرية الإنسان” وهذا ما قاله فيه الكاتب والإعلامي مدحت العدل. فيما لنور أقوال كثيرة في الحياة لا تختلف عن بصماته الفنية، منها: “في بني أدمين أرقّ من الحياة، ورغم أنّهم قلائل، حين نجدهم، فلنتمسّك بهم – في كلّ شيء في الحياة، لا ترقص على السّلم، إما احتراف، وإما عدم احتراف – لينتمي كلّ منّا إلى ما يحب، حينها سنصل – ليس في العالم خيال دون الحقيقة – يتمّ تغيير الكون عن طريق الكذب، وتحديداً كذب الإعلام – ليس للمال جنسية ودين –  القاهرة ودمشق وبغداد، أهمّ العواصم العربية، أوعى يخطر على بال حدّ يلعب بهذه العواصم، لأن اللي بيتجرأ على اللعب بيهم، خاسر لا محالة”.

إرادة ربّنا

ها هو اليتيم الذي تَيقَّنَ من قدوم اللحظة وامتلاكها.. إيماناً منه حسبما أكّد في أكثر من مناسبة بأنَّ: “إرادة ربّنا فوق كلّ شيء”، ها هو المؤمن بقضاء الله.. يودِّع الحياة في الحادي عشر من آب/أغسطس 2015، بعد صراعٍ مع سرطان الرّئة؛ وها هو جثمان من قال: “إنّ شخصية عمر بن عبد العزيز أكثر الشّخصيات التي أثَّرتْ به في حياته، وأنّها الشّخصية الدّرامية التي خُلِقَتْ لأجله”، ومن أوصى بعرض المشهد الذي أدَّاه لوفاة الخليفة العادل بعد وفاته”، ها هو جثمانه يُشَيّع من مسجد الشّرطة عن 69 عاماً، بحضور أكبر أعْلَامِ الفنِّ في العالم العربي، ولتبقى روحه وأعماله ومواقفه في ذاكرة الشَّارع العربي.

في ذكرى وفاتك الثّامنة .. مِنْ أسرة “نص خبر”: “وداعاً نور الشّريف .. لروحك الرّحمة والسّلام”.

 

قد يعجبك ايضا