الدراما بين التعريب والتتريك، بين الرديء والأردأ

11 أغسطس 2023

لما قنطار – كاتبة سورية

في الآونة الأخيرة، بتنا نرى المنتجين عرباً كانوا أم أجانب يتوجهون لتعريب الدراما، وكأن الدراما الأصيلة انتهت من الوجود. نفهم أن مردود الإنتاج أضخم والانتشار في بيئة منهكة أسرع، ولكن لو وضعت كلفة الإنتاج لعمل ذي طابع أخلاقي عائلي واقعي لكن أفضل، ولكانت فرغت الشوارع ساعة العرض كما كان يحدث سابقاً.

ثانياً الدراما المعربة بكافة وسائلها لاتشبه مجتمعاتنا البسيطة، أو الفخمة وإن بقي من فخامتها القليل، لا البيوت تشبه بيوتنا، ولا أشكالهم وطريقة اللباس الأنيق جداً تشبه ما يرتدي الإنسان الطبيعي المرتب المظهر.

السؤال يكمن لماذا كل تلك الفخامة؟ لو أن النص يحمل بين طياته أحداثاً ذات طابع فكري لما كنا تناولنا الدراما المعربة، وعلى العكس تماما إنما تحمل طابعاً عاطفياً. عواطف شخوصها من المريخ مهمتها فقط إثارة عواطف لايمكن أن تُقدم في ظل ما تعاني منه مجتمعاتنا من صراع للحفاظ على ما تبقى من تقاليدها.

هل خلت درامانا من الكتّاب الذين يجيدون صناعة أكثر من حدث في مشهد واحد؟ هل خلت الدراما من الكتّاب المثقفين الذين كانوا يطرحون أفكاراً جوهرية كي يتم علاجها ؟

أم الرؤية الجديدة تجاه الدراما فقط هي استعراض عواطف جياشة مع قليل من اللباس المنمق؟ لا يحتاج أي مواطن في ظل ما نمر به لرؤيته نحن لانريد أن نفرض قيوداً على درامانا وإنما نريد اللطف بحال مواطنين كُثر يحسون بأن الكاتب والمنتج والمخرج يعرض ولو جزءاً بسيطاً من معاناته سواء كانت مادية أو كيف يتعامل مع مراهق أو كيف يعيد ترتيب أمور حياتية معينة أو تغيير نظرة لأمر متعنت برأيه به .

نحن لا نطلب من الدراما حلولا، لا مطلقاً! لأن الدراما خُلقت أو صنعت للفرجة والبهجة، ولكن لا نريد أن تكون تلك البهجة تحمل بين طياتها حسرة لأولادنا على أنفسهم والأهم عواطفهم نريد دراما حقيقية كما قبل، نريد أحداثاً تحكي فيها العائلات باجتماعاتهم القليلة علها تصبح أسبوعية للتقارب الفكري لاغير. كل هذا فقط، ما نريد: البساطة ثم البساطة والبساطة.

قد يعجبك ايضا