بشرى الهوني: صفحات التواصل الاجتماعي تصدّر لنا تفاهات منمقة

23 أغسطس 2023

حاورها: هاني نديم

تزخر ليبيا بالأسماء المهمة ثقافياً، ولكن لظروفٍ عديدة لم يصل لنا كعرب سوى القلة القليلة منها، ولا شك أن بشرى الهوني منها. تلك الشاعرة والإعلامية والأكاديمية التي تحصلت على شهادة الأستاذية في مجال الصحافة وعلوم الاتصال من الجامعة العربية للعلوم بتونس وعملت في جهات عدة. حاورتها سريعا حول ليبيا والمشهد الثقافي اليوم فيها. 

سألتها:

  • بين الأدب والصحافة علاقة معقدة، كيف ترين الأمر من وجهة نظرك، وهل كان ذلك إيجابياً لعملك في الحقلين معا؟  
– لطالما شبهت هذه العلاقة بشجرة جذعها الكلمة وتتنوع فروعها بتنوع المعنى والغاية منه وبالفعل عشقي للحرف والتماهي مع معناها ومغناها كان حافزا كبيرا لي للمضي قدما في كلا الحقلين وأحسبني جنيت من الثمار قدرا لا بأس به خاصة وأن العلاقات العامة تتسع رقعتها وتكون أعمق وأجدى حين يتم إدراك الروابط بين كلا الجانبين وتوظيفها بالشكل الصحيح وهذا أمر لا يستهان به.
 نعيش في ظل إنجازات الأمس، فالمشهد لم يخرج من إطاره القديم ولم يتطور، فالأسماء الفاعلة بالأمس اختفى جلها وما بقي منها صار يكرر نفسه
  • بعيداً عن الكتابة قريباً من الحياة، كيف هي حياتك، وماذا يعني لكم أنك سفيرة للنوايا الحسنة، عرفينا بهذا الجانب؟
– لا أبالغ إن أخبرتك أن الكتابة لدي هي الحياة، فالصحافة مهنتي والشعر هوايتي ومتعتي، وبرأيي؛ فإن نجاحي كان في التماهي مع كلا الجانبين والسعي لتوظيفهما في المسار الصحيح الذي يخدم الإنسان والمبادىء الإنسانية ككل، وهو أحد أهم أسباب اختياري لهذا اللقب ولكن وجدتني في السنوات الأخيرة أعيش تضاربا رهيبا بين الكائن وما يجب أن يكون.. تضاربا تحكمه قوة الإرهاب والسلاح وسفك الدماء، فلا صوت يعلو في بلادي فوق دوي المدافع والدبابات والمشهد صار قاتما تغشاه رائحة الموت ولا تلونه إلا حمرة الدماء، لقد فقدت غدرا الكثير من الأصدقاء ولم يبال لفقدهم غير ذويهم ولم تنفع كل مناشداتنا لذا قررت الإنسحاب في هدوء من مشهد مقيت لا مكان فيه إلا لأصحاب النوايا المؤدلجة المبرمجة مسبقا على الدمار وطمس كل طيب وجميل …
قد يعجبك ايضا