طفلة تتسبب في نزاع دبلوماسي بين الهند وألمانيا، فما القصة

17 اغسطس 2023

يارا حسين _ بي بي سي

كانت الطفلة بيبي إم تحب تناول الطعام الهندي، وأظهرت مقاطع فيديو نشرها والداها كم كانت سعيدة وهي بصحبتهما.

بيد أن والدة الطفلة تقول إن ابنتها تعيش حاليا في مركز لرعاية الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة على مقربة من مدينة برلين الألمانية.

أصبحت الطفلة الصغيرة، عامان ونصف، محل نزاع دبلوماسي بين الهند وألمانيا بعد حكم قضائي بانتزاعها من أسرتها الهندية في سبتمبر/أيلول عام 2021، عندما كانت تبلغ من العمر سبعة أشهر، بتهمة إساءة معاملة الطفلة.

كما أصدرت محكمة في برلين، في يونيو/حزيران العام الجاري، حكما يقضي بتجريد الأم ديا وزوجها من الحقوق الأبوية، وتسليم حضانة الطفلة إلى مكتب رعاية الصغار في ألمانيا، كما رفضت المحكمة طلب الوالدين بإعادة الطفلة إلى الهند، ووصف الوالدان المحاكمة بأنها “صورية” ورفعوا دعوى استئناف.

كانت الأسرة قد انتقلت إلى برلين عام 2018 بعد أن حصل أميت على وظيفة هناك، ووُلدت الطفلة بيبي إم في الثاني من فبراير/شباط عام 2021.

وتقول وثائق المحكمة إن ذروة الخلاف بين الأسرة والسلطات تمثلت في وجود إصابة في الأعضاء التناسلية لبيبي إم عندما كانت تبلغ من العمر سبعة أشهر، ويقول أحد الأطباء إنهم “لم يروا مثل هذه الإصابة الخطيرة في الأعضاء التناسلية لدى رضيع من قبل” وإنها بحاجة إلى عملية جراحية لإصلاح الأمر.

واشتبهت هيئة حماية الطفل في حدوث اعتداء جنسي، وهو اتهام نفته الأسرة، بيد أن المستشفى الذي عولجت فيه الطفلة في وقت لاحق برأ الأبوين، بعد أن أكد الأطباء أنه “لا يوجد دليل” يشير إلى اعتداء جنسي، وأغلقت الشرطة القضية دون توجيه اتهامات.

ويقول الوالدان إنهما يعتقدان أن الإصابة عرضية، وهو اعتقاد رجحه طبيبان مستقلان من الولايات المتحدة والهند.

وأوصى طبيب نفسي مكلف من قبل المحكمة بأن يعيش أحد الوالدين مع بيبي إم تحت إشراف الهيئة مقدمة الرعاية.

بيد أنه في الأسبوع الماضي، أبلغت هيئة حماية الطفل الوالدين بـ “إلغاء جميع الزيارات مع ابنتهما لعدم وجود من يعتني بخدمة توصيل واستلام الطفلة” ، كما تقول ديا، التي ادعت أيضا عدم السماح لهما حتى بالتواصل مع الطفلة عن طريق الفيديو.

وتتهم ديا السلطات الألمانية بـ “خطف الطفلة بسبب الاختلافات الثقافية وسوء الفهم”، وتقول إنها لا تستطيع الحديث باللغة الألمانية وإن المترجم الذي يتولى الأمر يتحدث الهندية ولكنه لا يعرف اللغة الكجراتية، وهي لغة هندوآرية من العائلة اللغوية الهندوأوروبية.

وتواصلت بي بي سي مع هيئة حماية الطفل وتنتظر ردا منها.

حظيت قضية بيبي إم باهتمام كبير في الهند وألمانيا، ونُظمت احتجاجات في العديد من المدن الهندية ومن جانب المغتربين الهنود في فرانكفورت ودارمشتات، كما تدفَّق الدعم على الوالدين.

والتقت ديا في دلهي بمسؤولين من وزارة الشؤون الخارجية الهندية، وضغطت على عشرات النواب الذين أرسلوا رسالة إلى السفير الألماني، فيليب أكرمان، بغية إعادة الطفلة الصغيرة إلى الهند.

كما حث نائب في البرلمان الحكومة الهندية على اتخاذ التدابير اللازمة لإعادة الطفلة، وطلب سياسي آخر من رئيس الوزراء، نارندرا مودي، مناقشة الأمر مع المستشار الألماني، أولاف شولتز، الذي يزور دلهي الشهر المقبل لحضور قمة مجموعة العشرين.

كما انتقد البرلمان الأوروبي دور هيئة حماية الطفل في النزاعات الأسرية عبر الحدود، واتهمها، في تقرير لاذع عام 2018، بالتمييز وعدم الإنصاف تجاه أطفال المهاجرين والإضرار بحقوق الوالدين والأطفال الذين ينتزعونهم من أسرهم.

ورفض متحدث باسم السفارة الألمانية في دلهي التعليق على القضية، بيد أن مصادر حكومية في ألمانيا قالت إن القضية في المحكمة وهي خارج سلطتها حاليا، وأضافت المصادر أنها تتعاون مع الهند بغية التوصل إلى حل للقضية.

قد يعجبك ايضا