“هُنَيْهَتها..قصائد مصرية” جديد حافظ محفوظ

20 أغسطس 2023
نص خبر – مكتب القاهرة

عن مؤسسة أروقة للدراسات و الترجمة و النشر صدرت أمس بالقاهرة مجموعة شعرية جديدة للشاعر التونسي المقيم في مصر حافظ محفوظ تحمل عنوان ” هُنيهتها قصائد مصرية ” في ١٨٠ صفحة من القطع المتوسط و تحوي قصائد كتبها الشاعر كلّها منذ إقامته في مصر.

يذكر أن هذه المجموعة هي المجموعة الحادية عشرة في إنتاج الشاعر الذي له مؤلفات أخرى في الرواية و القصة و الترجمة .
من دواوين الشاعر :
قلق، قصائد النمل، عرائس الله، الخزّاف، على أرض ممكنة، الأبدية في لحظة، تعريفات الكائن، لا ينام البحر إلا وحيدا…
من قصائد المجموعة:

أُغنيّةُ المنفيّين من الأرض

ليْتَكَ تَذْكُرُني…
أَوْ تَذْكُرُ أُغْنِيَةً كُنّا نَحْفَظُهَا
ونُسَمّيها أُغْنِيَةَ المَنْفيّينَ منَ الأرْضِ
أَتَذْكُرُهَا؟
اسمَعْ طَالِعَهَا:
“لاَ أَرْضَ…ولاَ بَحْرَ…ولَا غيْماتْ”
آهٍ يا دُنيَا يَا ذات الويْلاتِ
أَعيدي لي أُغْنيَتِي
وأَعيدِي لي تلْكَ البسْماتِ.
ليتَكَ تَذْكُرُنِي…
أَنا جارُكَ،
كَانَ أَبي سقَّاءَ الحيِّ

يمُرُّ عليْكمْ كلَّ مساءٍ
يملأُ دورَقَكُمْ ماءً
أمِّي كَانتْ سَمْراءَ
تُخيطُ ملابسَكُمْ وتُداوي مَرْضاكُمْ
بِدُعاءٍ وَرِثَتْهُ مِنْ جدَّتِهَا
كُنّا نَلْعبُ في الحيِّ معًا
نَبْني أَبْنِيَةً منْ طِينِ النَّهْرِ ونهْدِمُها
قَبْلَ وُصُولِ اللَّيْلِ إِلَيْهَا
كُنّا طِفْلَيْنِ كما كُلِّ الأَطْفَالِ،
نَخَافُ الظُلْمَةَ والغُولَ وجِنِّيَاتِ القَيْلُولَةِ
كُنّا نخَافُ مَلاَئِكَةَ الرَّحْمَانِ
وفِي الكُتّابِ حَفِظْنَا سُورَةَ يوسُفَ ثُمَّ نَسينَاهَا
حِينَ رَموهُ البِئْرَ أوْ بَاعوهُ

هَلْ تذْكُرُ بابَ المدْرَسَةِ الأُولى،
حارسَها الأعرجَ،
سَاحَتَها ذاتِ الأشْجَارِ الصَّفرَاءِ،
وصَوْتَ الرّيحِ يُجَرِّدُهَا مِنْ لُعْبَتِنَا؟
هلْ تَذْكُرُ؟
كَانَتْ أيّامًا أَحْلَى مِنْ كُلِّ الأَرْضِ
ومِنْ كُلِّ البَحْرِ
ومِنْ كلِّ الغيْمَاتِ
وكُنّا أسْعَدَ فِي المنْفَى.

التّماثيل

ليستْ أحجارًا هذي التّماثيل
وإنْ كانت تتفتّتُ
هي تصنع معدنَهَا حسبَ الزوّارِ
فإن كانوا من غير سلالتها احمرت
وبدتْ أعمدة ومسلاّتٍ وهياكل آلهة
ماتت قبل التاريخ
وإنْ كانُوا من بعض سلالتها اخضرت
وتحوّل معدنها في الحال
إلى بستانٍ أو حقلٍ أو مزرعةٍ
هي ليست أحجارًا
هي تخدعنا من أعوام
حتّى تحفظ موتاها
داخل أسْوار الكرنك

قد يعجبك ايضا