بين الأغنية والشعر كفنٍّ عراقي

1 سبتمبر 2023

بيار الظاهر – كاتبة من العراق

صباحٌ أيلولي خَريفي بإمتيازٍ، وأول ورقة سَقَطت مِن شجرة الحَياة ورقة الشاعر كريم العراقي. صباحٌ شاهبٌ، لا طعمَ للقهوةِ به، الأُغنية أصبَحَت يتيمة..

صوت كاظم الساهر يصدح (كُن مُنصفاً يا سيدي القاضي) والآخبار تصدرت خبر رحيل شاعِر الجيلين والمَشاعر والقَضية، شاعِر الأُغنية الخجولة والجريئة، “كريم عودة العراقي” الذي ينهاز من العمر ثمانية وستين عاماً..

أيلول، شهر المُراوغة شهر الحر والإعتدال، شهر الشَمس والغيوم شَهر الرغبة بالعودةِ إلى المدارس وشهر إنتظار الشتاء والتطلع إلى المُستقبل، أيلول الشهر الرمادي الذي وددت لو طريقة تفكيري اليوم تكون بلونهِ لكني كُنت مُصرّة على إنَّ (العالم فقد قلماً)، أيلول شهر الحَنين والعبث بذكريات الماضي، أخذني خَبر رحيله إلى الأشعار التي حفظناها عن ظهرِ قلب في طُفولةٍ بريئة وإلى قصيدتهُ التي غَنتها سيتا هاكوبيان (دار الزمان وداره.. ضيّع عليّه أخباره..آنه لچنت بعيونه وأقرب عَليه مِن جاره)، ثُم إلى مُراهقةٍ خجولة مع كاظم الساهر، ثُم إلى انتفاضةٍ خالدة و(الشَمسُ شَمسي والعِراقُ عراقي) ثُم إلى قَصيدة (دِللولْ)
“دللول غالي الوَطن يُمة”
دللول غالي يا كريم علينا كُلنه
فلترقد بسَلام…

قد يعجبك ايضا