19 سبتمبر 2023
“نص خبر”-متابعة
حذر تقرير نشرته شبكة “ناشيونال جيوغرافيك” الأميركية من تكرار كارثة مدينة درنة الليبية في العراق، وذلك نتيجة مخاوف من احتمال انهيار سد الموصل، أكبر خزانات العراق المائية الواقع على نهر دجلة شمالي البلاد.
بالمقابل، أكدت وزارة الموارد المائية العراقية أن وضع سد الموصل مستقر ووجود فراغات تخزينية كبيرة في السدود يمكنها مواجهة أي احتمال لسقوط كميات كبيرة من الأمطار.
السد
ويبعد سد الموصل حوالي 50 كم شمالي مدينة الموصل في محافظة نينوى شمالي العراق على مجرى نهر دجلة. افتتح عام 1986، ويبلغ طوله 3.2 كيلومترا وارتفاعه 131 مترا، يعتبر السد أكبر سد في العراق ورابع أكبر سد في الشرق الأوسط ، ويعمل على توليد الطاقة الكهرومائية وتوفير المياه للري في اتجاه مجرى النهر.
يحتفظ الهيكل بحوالي 11.1 كيلومتر مكعب (2.7 ميل مكعب) من المياه ويوفر الكهرباء لـ 1.7 مليون من سكان الموصل. تحتوي محطة توليد الكهرباء الرئيسية في السد التي تبلغ قدرتها 750 ميغاواط (1،010،000 حصان) ، على أربعة مولدات.
تم بناء السد في الثمانينيات على أساس كارست، وقد أدت المخاوف التي تضمنت عدم الاستقرار إلى إصلاحه وإعادة تأهيله منذ غزو العراق عام 2003 .
التخطيط
بدأ التخطيط لسد الموصل في الخمسينيات من قبل شركة السير الكسندر جيب وشركاه البريطانية، وحددت الموقع عام 1953. وفي عام 1956 تعاقد مجلس التنمية العراقي مع شركة كوجيان الأميركية لإجراء دراسات حول موقع السد. وقد اكتملت الدراسات في العام التالي عندما طلب العراق من شركة هارزا إجراء تحقيق مماثل الذي أوصى بموقع مختلف للسد في عام 1960، استنادا إلى ظاهرة كارست الجيولوجية. وفي عام 1962 سعى العراق إلى الحصول على رأي ثالث من شركة سوفياتية أوصت بموقع مختلف. وشركة رابعة اسمها فلندا فيرم انتهت من الدراسة عام 1965. وشركة خامسة هي جيوتلنكا اليوغوسلافية انتهت دراستها عام 1972. وبناءً على دراسات الشركات الخمسة التي اوصت بمواقع مختلفة، تعاقد العراق مع شركة فرنسية لإجراء دراسات جيولوجية متعمقة حدثت بين عامي 1974 و1978. وفي عام 1978 أصبحت شركة كونسورتيوم الاستشاريين السويسرية المستشارين الرسميين لبناء السد.
خطر انهيار
تبين فيما بعد أن السد بني على تربة ذات طبيعة غير قادرة على التحمل لذا توجب حقن خرسانات السد بشكل دوري لضمان عدم انهياره وقد بدأت هذه العملية في منتصف الثمانينات. بعد حرب العراق 2003 تبين أن السد مهدد بالانهيار بسبب عدم تدعيم خرساناته وفي حال انهياره فإنه سيؤدي إلى فيضان بارتفاع 100 متر وغمر مدينة الموصل ومدن وادي دجلة وقتل ما يقرب من عشرة ملايين نسمة من سكان مدينة الموصل ومدن وادي دجلة، إضافة إلى تدمير القرى المجاورة لمجرى النهر خصوصاً في حال عدم متابعة مشكلة الخرسانات والتربة الضعيفة. واقترح لتفادي انهيار السد عدة حلول مثل قطع المياه من الجانب التركي وثم تغيير مجرى نهر دجلة بحفر قناة إلى صحراء تلعفر بخط مستقيم من ناحية وانة تؤدي إلى وديان صحراوية لتفريغ مياه بحيرة السد في الصحراء ثم هدم السد بعد ذلك.