21 سبتمبر 2023
لارا السيد- بيروت
ما وراء عينيها بحر من خفايا، وخلف ابتسامة تُزيّن ثغرها كثير من الكلام، وعلى ملامحها صورة لـ “صغيرة” لن تكبر، على الرغم من “حروب” خفيّة خاضتها كي لا ترفع راية الاستسلام، في رحلة تتأبط فيها بـ”الرضا”، فتعيش تفاصيل اللحظة بما تحمله من فوضى، وتحتفي مع مغيب كل شمس بـ”فرصة” العبور بسلام الى يوم آخر.
اكتسبت خبرتها من “صبر” انتهجته خلال تجارب امتحنتها على مدى عمر يبقى بسنواته حبراً على الورق، فالطفلة في داخلها “عصية” على الكبر، وهي امتهنت اللعب مع “الفوضى” لدرجة أن كل من يعرفها يحسب أنها تتربع على “عرش الفرح”، إلا أن معركتها “الخفية” مع “حظ “يعاندها ليختطف منها الأمل، لكنها في أرقام صولاتها وجولاتها معه، تخطت “ضرباته”، وردت له “الصاع” مراراً بالنهوض مجدداً والمضي نحو الهدف.
في كتاب “الصغيرة” صفحات أربعينية تفيض بحروف متشابكة ومتناقضة، إلا أن الواضح فيها يكمن في أنها “مجبولة” بطيبة ومحبة وبراءة، في خلطة تميّزت بها، وتبادلتها مع محيطها الذي بادلها بدوره الحب، فكانت “بنت أبوها” على عهدها تحمل اسمه حيث تكون لتبقيه حيّاً لا يموت، ويسكن في كل دقة من قلبها الى أن تُسلم الروح، وكلماته نبراسها في الصمود، لتكون كما أراد أن تكون، تُشبهه في الشكل والمضمون.
أربع سنوات ونيّف مضت على رحيل والد “الصغيرة”، إلا أنه معها أينما حلّت، يرشدها بكلماته التي تحفظها عن ظهر قلب، لتمضي ابنته البكر بثبات، على الرغم من العواصف الهوجاء التي تعترضها، فتمر عليها اشبه بـ”نسمات” تلفحها لتمدها بقوة العزيمة على تجاوز اللعب بالفوضى، الى حين أن يبتسم لها ذلك الحظ بملامح تشبه وجهها.. أو”وجه القمر”.