23 سبتمبر 2023
نص خبر _ الغارديان
توفي جورجيو نابوليتانو، أول شيوعي سابق يصل إلى منصب الرئاسة في إيطاليا وأول شخص يتم انتخابه مرتين لهذا المنصب، عن عمر يناهز 98 عاماً.
وأكد بيان أصدره القصر الرئاسي مساء الجمعة التقارير الإخبارية الإيطالية عن وفاة نابوليتانو الذي كان يرقد في أحد مستشفيات روما منذ أسابيع.
هذا وقد أشاد الرئيس الحالي، سيرجيو ماتاريلا، بسلفه كرئيس للدولة، قائلاً إن حياة نابوليتانو قد عكست جزءًا كبيرًا من تاريخ إيطاليا في النصف الثاني من القرن العشرين، بدراماته وتعقيداته وأهدافه وآماله.
و بصفته عضوًا بارزًا في ما كان لفترة طويلة أكبر حزب شيوعي في الغرب، دافع نابوليتانو عن مواقف غالبًا ما انحرفت عن عقيدة الحزب. وسعى إلى الحوار مع الاشتراكيين الإيطاليين والأوروبيين لإنهاء عزلة حزبه، وكان من أوائل المؤيدين للتكامل الأوروبي.
هذا وقد كتبت صحيفة لا ستامبا اليومية في تورين ذات مرة عن نابوليتانو: “لقد كان الشيوعي الأقل شيوعيًا بينهم على الإطلاق و الذي جنده الحزب”.
وفي برقية تعزية إلى كليو، أرملة نابوليتانو، قال البابا فرنسيس إن الرئيس الراحل قد أظهر مواهب فكرية عظيمة وعاطفة صادقة للحياة السياسية الإيطالية فضلاً عن اهتمام قوي بمصائر الأمم.
وأشار البابا، الذي يقوم برحلة حج إلى فرنسا، إلى أنه عقد اجتماعات شخصية مع نابوليتانو قدر خلالها إنسانيته ورؤيته بعيدة المدى في اتخاذ الخيارات المهمة باستقامة، خاصة في اللحظات الحساسة من حياة البلاد.
ووصف سفير الولايات المتحدة السابق لدى إيطاليا، ريتشارد جاردنر، في تصريحات في عام 2006، عندما تم انتخاب نابوليتانو لأول مرة رئيسًا للدولة، بأنه مؤمن حقيقي بالديمقراطية، وصديق للولايات المتحدة.
وكسفير، ساعد جاردنر في ترتيب اجتماعات سرية مع نابوليتانو في وقت كان يُنظر فيه إلى أي اجتماع عام على أنه محرج لكل من الشيوعيين الإيطاليين والسياسيين الأمريكيين.
وبعد سقوط جدار برلين عام 1989، كان نابوليتانو من أشد المؤيدين للمسار الإصلاحي الذي اتبعه حزبه، والذي سيؤدي إلى تغيير اسمه وإسقاط رمز المطرقة والمنجل.
وأعربت رئيسة الوزراء الإيطالية، جيورجيا ميلوني، التي ينتمي حزبها اليميني المتطرف على الطرف المقابل من الطيف السياسي للرئيس الراحل، عن تعازيها باسم حكومتها.
وكذلك، مثل العديد من السياسيين المستقبليين الآخرين من جيله، حارب نابوليتانو ضد الفاشيين الإيطاليين والمحتلين النازيين خلال الحرب العالمية الثانية. وعندما انتهت الحرب، انضم إلى الحزب الشيوعي، وفي عام 1953، تم انتخابه لعضوية البرلمان، وهو المنصب الذي سيشغله لمدة 10 مجالس تشريعية متتالية.
ورغم أن الدور الرئاسي شرفي في أغلبه، فإن رئيس الدولة يستطيع أن يُقيل البرلمان في وقت أقرب من فترة ولايته المعتادة التي تبلغ خمس سنوات إذا كان في حالة خلافات ميؤوس منها، وهو حدث غير نادر في تاريخ إيطاليا الطويل من الحكومات القصيرة العمر.
بالإضافة إلى ذلك، وخلال حياته المهنية الطويلة، شغل نابوليتانو أيضًا منصب رئيس مجلس النواب في البرلمان ولمدة خمس سنوات كمشرع في البرلمان الأوروبي.
ومع ذلك، عندما لم يتمكن المشرعون المتشاحنون، في نهاية فترة ولايته الأولى التي دامت سبع سنوات كرئيس للدولة، من التوصل إلى توافق في الآراء بشأن خليفته، فقد كسر التقاليد ووافق على أن يُنتخب لولاية ثانية، بشرط ألا يقضي المدة كاملة بسبب تقدم السن، وكان عمره آنذاك 80 عامًا.
استقال نابوليتانو في يناير 2015، مما مهد الطريق أمام انتخاب ماتاريلا، الديمقراطي المسيحي السابق. وتم انتخاب ماتاريلا مرتين للرئاسة، مرة أخرى بعد تجدد الجمود السياسي في البرلمان الذي أحبط انتخاب مرشح جديد في عام 2022.