عدد الضحايا يرتفع.. الكيان الإسرائيلي يواصل قصف غزة لليوم السادس

12 اكتوبر 2023
“نص خبر”-متابعة

 

وسط اشتداد القصف على غزة، واتّصالات وجهود دولية لحتواء التصعيد، لا تزال الحرب بين جيش الكيان الإسرائيلي وحركة “حماس” مستمرّة لليوم السادس.
وصباح اليوم الخميس، أعلن جيش الكيان الإسرائيلي أنّه نفّذ “ضربة واسعة النطاق” على أهداف تابعة لـ”حماس” في غزة من دون تقديم تفاصيل.

ضحايا غزّة

ارتفعت إلى 1200 قتيل حصيلة ضحايا القصف الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة منذ شنّت “حماس” هجوماً دموياً مباغتاً على الدولة العبرية السبت الفائت، بحسب ما أعلنت وزارة الصحة في القطاع الفلسطيني الخميس.

وقال متحدّث باسم الوزارة في بيان تلاه أمام الصحافيين إنّ “عدد الشهداء بلغ قرابة 1200 شهيد وعدد الإصابات بلغ حوالى 5600 إصابة”.

وأعلنت الأمم المتّحدة الخميس أنّ أكثر من 338 ألف شخص أُجبروا على الفرار من منازلهم في قطاع غزة.

وذكر مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة “أوشا” في بيان أنّ عدد النازحين في القطاع المكتظ بـ2.3 مليون نسمة “ارتفع عصر الأربعاء بمقدار 75 ألف شخص إضافي” ليصل إلى 338934″ نازحاً.

وأوضح المكتب أنّ ما يقرب من 220 ألف شخص، أي ثلثي النازحين، لجأوا إلى مدارس تديرها وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) في القطاع، في حين لجأ ما يقرب من 15 ألف شخص إلى مدارس تديرها السلطة الفلسطينية.

أما العدد المتبقّي من النازحين والذي يزيد عن 100 ألف شخص فقد وجدوا ملاذاً لدى أقارب وجيران لهم وداخل كنيسة وغيرها من المرافق في مدينة غزة.

وقال أوشا إنّه قبل هجوم “حماس” على إسرائيل صباح السبت كان هناك أساساً حوالي 3000 نازح داخل القطاع.

ونقل مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية عن وزارة الأشغال العامة والإسكان في غزة قولها إنّ القصف العنيف الذي تشنّه إسرائيل على القطاع تسبّب بتدمير ما لا يقلّ عن 2540 وحدة سكنية في القطاع أو جعلها غير صالحة للسكن.

وأضاف أنّ 22850 وحدة سكنية أخرى أصيبت بأضرار متوسّطة إلى طفيفة.

وأعربت الوكالة الأممية عن قلقها إزاء الدمار الكبير الذي لحق بالبنى التحتية المدنية في القطاع من جراء القصف الإسرائيلي.

ولفت البيان إلى أنّ مرافق للصرف الصحّي تخدم أكثر من مليون شخص تعرّضت لغارات جوية ممّا أدّى لتراكم المخلّفات الصلبة في الشوارع مع ما ينطوي ذلك على أخطار صحّية.

الإفراج عن رهينة

من جانبها، أعلنت “حماس” ليل الأربعاء أنّها أفرجت عن امرأة إسرائيلية وطفليها كان مقاتلوها اختطفوهم السبت الفائت خلال هجومهم، في إعلان اعتبرته إسرائيل خدعة إعلامية، مؤكّدة أنّ المرأة والطفلين لم يكونا في عداد الرهائن المحتجزين في القطاع.

وقالت كتائب عز الدين القسّام، الجناح العسكري لحركة “حماس”، في بيان إنّه “تمّ إطلاق سراح مستوطنة إسرائيلية وطفليها بعد التحفّظ عليهم خلال الاشتباكات”.

وأرفقت القسّام بيانها بمقطع فيديو بثّته فضائية الأقصى التابعة لـ”حماس” ظهرت فيه امرأة ترتدي قميصاً أزرق اللون مع طفلين يبتعدون عن منطقة مسيّجة بأسلاك شائكة وبجانبهم ثلاثة مسلحين.

ولم يظهر في الفيديو أيّ وجود عسكري، ولم تعلن “حماس” متى التُقط.

وفجر الخميس، سارع التلفزيون العام الإسرائيلي إلى اتّهام “حماس” بممارسة خدعة إعلامية، مؤكّداً أنّ المرأة والطفلين الذين ظهروا في الفيديو “لم يتمّ اقتيادهم قطّ إلى غزة”.

وبحسب وسائل إعلام إسرائيلية فإنّ المرأة التي ظهرت في فيديو “حماس” تُدعى أفيتال ألادجم وهي من سكّان كيبوتز حوليت وقد اقتادها مقاتلو “حماس” السبت مع طفلي جارتها إلى الحدود بين قطاع غزة وإسرائيل حيث تركوها حرّة لتغادر مع الطفلين عند السياج الشائك.

وتعليقاً على الفيديو قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، في منشور عبر منصّة “إكس”، إنّه “بعد أن شاهد العالم كلّه وجهها القبيح والحقيقي كمنظمة بربرية قامت بإعدام مئات الأبرياء الأطفال والنساء في هجوم إرهابي ومجزرة بشعة، تحاول حماس تغيير الحقيقة من خلال مسرحية نشر فيديو دعائي عبر أبواقها الإعلامية”.

وذكرت وسائل إعلام تابعة لـ”حماس” أمس الأربعاء أن سبعة أشخاص قتلوا في ضربات جوية إسرائيلية على منازل في خان يونس جنوب قطاع غزة.

وقال مسؤولون في “حماس” إن نحو 535 مبنى سكنياً دمرت ما أدّى إلى تشريد نحو 250 ألفاً.

ويقيم معظم النازحين في ملاجئ أقامتها الأمم المتحدة بينما تجمع آخرون في الشوارع المدمرة.

ونشرت إسرائيل تشكيلات من الدبّابات والمركبات المدرّعة بالقرب من غزة فيما بدا أنه استعداد لهجوم بري على القطاع الساحلي.

وسحبت إسرائيل قوّاتها والمستوطنين اليهود من غزة عام 2005 بعد احتلال دام 38 عاماً. وتسبب الحصار الإسرائيلي المفروض منذ تولي حماس السلطة في القطاع عام 2007 في ظروف يقول الفلسطينيون إنها لا تحتمل.

وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت أمس الأربعاء “سنمحو هذا الشيء المسمى حماس، تنظيم الدولة الإسلامية-غزة، من على وجه الأرض. سينتهي من الوجود”.

وأشار بايدن إلى أنّه تحدّث مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مجدّداً أمس الأربعاء، وهي المحادثة الرابعة بينهما في الأيام القليلة الماضية وأخبره أن إسرائيل يجب أن تتبع قواعد الحرب في ردها ضد “حماس”.

وأفادت واشنطن بأنّها تجري محادثات مع إسرائيل ومصر بشأن ممر آمن للمدنيين من غزة في ظل نقص الإمدادات الغذائية.

وردّاً على سؤال عما إذا كانت واشنطن دعت إسرائيل إلى ممارسة ضبط النفس في ردها على “حماس”، قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن قبل مغادرته إن إسرائيل تحترم القانون الدولي وتبذل جهودا لتجنب سقوط ضحايا من المدنيين.

وأضاف بلينكن “نعلم أن إسرائيل ستتخذ كل الاحتياطات الممكنة، تماما كما نفعل، ومرة أخرى هذا هو الفارق بيننا وبين حماس والجماعات الإرهابية التي تشارك في أبشع أنواع الأنشطة”.

وشكّل زعماء الكيان الإسرائيلي أمس الأربعاء حكومة وحدة وطنية وتعهّدوا بتنحية الانقسامات السياسية المريرة جانباً للتركيز على القتال ضد “حماس”.

وتحدّث وزير الدفاع السابق بيني غانتس، وهو زعيم حزب وسطي معارض، على الهواء مباشرة على التلفزيون الإسرائيلي وبجواره نتنياهو ووزير الدفاع غالانت بعد تشكيل حكومة حرب تركّز بالكامل على الصراع.

وقال غانتس “شراكتنا ليست سياسية، إنها مصير مشترك. في هذا الوقت كلنا جنود إسرائيل..

وقال نتنياهو إن شعب إسرائيل وقيادتها متّحدان. وأضاف “لقد نحينا كل الخلافات جانباً لأن مصير دولتنا على المحك”.

ولفت حزب الوحدة الوطنية بزعامة غانتس، والذي عارض بشدّة التعديلات القضائية التي اقترحها الائتلاف اليميني بزعامة نتنياهو، أنّه لن يروّج لأي سياسة أو قوانين غير ذات صلة في الوقت الذي يتواصل فيه القتال.

وتفرض إسرائيل “حصاراً شاملاً” على غزة لمنع وصول الغذاء والوقود إلى القطاع الذي يبلغ عدد سكانه 2.3 مليون نسمة، كثيرون منهم فقراء ويعتمدون على المساعدات. وقالت وسائل إعلام تابعة لحماس أمس الأربعاء إن الكهرباء انقطعت بعد توقف محطة الطاقة الوحيدة عن العمل.

وفي ظل الإنهاك الذي يشعر به عمال الإنقاذ الفلسطينيون، أخذ آخرون في القطاع الساحلي المزدحم يبحثون عن جثث تحت الأنقاض.

وبكى رجل بينما كان هو وآخرون يستخدمون المصابيح لإنارة سلالم مبنى ضربته الصواريخ للعثور على أي شخص محاصر تحت الأنقاض. وقال إنه كان نائما هناك عندما انهار المنزل فوقه.

تحذير أميركي

حذّر الرئيس الأميركي جو بايدن أمس الأربعاء إيران من التورّط في الصراع الإسرائيلي مع “حماس”.

وأرسل بايدن بلينكن إلى الشرق الأوسط لإظهار دعم واشنطن الدائم لإسرائيل والسعي إلى إطلاق سراح الأسرى، ومنهم أميركيون، والحيلولة دون اندلاع حرب أوسع نطاقاً.

وسيصل بلينكن إلى إسرائيل اليوم وسيزور الأردن أيضاً، لكنّه لن يزور الضفة الغربية المحتلة رغم أنه عادة كان يلتقي بالرئيس الفلسطيني محمود عباس.

وفي حديثه خلال اجتماع مع زعماء الطائفة اليهودية في واشنطن، قال بايدن إن قراره نشر سفن وطائرات عسكرية بالقرب من إسرائيل ينبغي أن يُنظر إليه على أنه إشارة إلى إيران، التي تدعم حركة “حماس” وجماعة “حزب الله” اللبنانية.

وأضاف بايدن “لقد أوضحنا للإيرانيين: توخّوا الحذر”.

وذكرت مصادر أميركية أمس الأربعاء أن إيران كانت تعلم على الأرجح بأن “حماس” تخطّط لتنفيذ “عمليات ضد إسرائيل” لكن التقارير الأولية للمخابرات الأميركية أظهرت أن بعض القادة الإيرانيين فوجئوا بهجوم “حماس” من غزة الذي لم يسبق له مثيل.

وأشارت إيران إلى أنّها لم تشارك في هجمات”حماس”.

في السياق، أعلن رئيس وزراء تايلاند سريتا تافيسين عبر منصّة “إكس” اليوم الخميس أن عدد القتلى من المواطنين التايلانديين في إسرائيل ارتفع إلى 21 شخصاً.

قد يعجبك ايضا