الكلمة الأنيقة “تنطفئ”.. الشاشة العربية تخسر جيزيل خوري

15 أكتوبر 2023

نص خبر ـ بيروت
برحيل الإعلامية اللبنانية الزميلة جيزيل خوري (61 عاماً)، خسرت الشاشة العربية وجهاً ترك بصمته في الثقافة والجرأة كما الحرفية، وعكس بالكلمات “الأنيقة” لصاحبته عشقها للحرية، بعد أن حملت راية الحوار بلغة جذابة ورشيقة، ممزوجة بمواكبة التحول والحداثة في الاعلام العربي.

طلبت نقلها إلى البيت لترحل في حضن ولديها
وقالت الممثلة رندة الأسمر، مديرة مهرجان “رييع بيروت” التابع لـ”مؤسسة سمير قصير”، التي أسستها جيزال خوري، إن الإعلامية المخضرمة “توفيت فجر اليوم (الأحد) في منزلها محاطة بولديها”.
وأشارت إلى أن خوري، وهي صاحبة مسيرة إعلامية طويلة جعلتها من أبرز الصحفيات العربيات، “كانت تُعالج في المستشفى خلال الأسبوعين الأخيرين بعدما تدهور وضعها فجأة إذ كانت تعاني السرطان منذ نحو عامين ونصف عام. ونُقلت إلى منزلها الجمعة بناء على طلبها”.
وأضافت الأسمر في تصريح لوكالة فرانس برس “كانت جيزال تحرص على ألا يشعر أحد بأنها مريضة. واصلت عملها وكانت مؤسسة سمير قصير الأعزّ على قلبها”.

البرنامج الأخير
كان لجيزيل خوري في الآونة الأخيرة برنامج بعنوان “مع جيزال” على محطة “سكاي نيوز عربية”، بعدما حاورت خلال مسيرتها أبرز الشخصيات اللبنانية والعربية من خلال برامجها على قنوات عربية مختلفة.
وظلّت تقدّمه رغم اشتداد المرض عليها في الأسابيع الأخيرة.

 

مسيرة مهنية ناصعة
بين الإعلام والعمل الاجتماعي والإنساني، تركت جيزيل خلفها مسيرة كفاح مهني تحتذى.
فبعد اغتيال زوجها الصحافي والمؤرّخ سمير قصير في 2 حزيران /يونيو 2005، أسست مؤسّسةً تحمل اسمه في 1 شباط (فيراير)2006، وحوّلتها إلى إحدى أبرز المؤسسات الإقليمية المتخصصة في رصد الانتهاكات ضد الحرّيات الإعلامية والثقافية في المشرق العربي، ودعم الأصوات الإعلامية المستقلّة في لبنان ودول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.


حملت قضية حرية الصحافة إلى المحافل العالمية، دافعةً الاتحاد الأوروبي لإطلاق جائزة سمير قصير لحرية الصحافة عام 2006، وانتُخِبت عضواً في مجلس إدارة المنتدى العالمي لتطوير الإعلام بين 2016 و2020، وعضواَ في لجنة تحكيم جائزة “غيلرمو كانو” لحرية الصحافة التي تمنحها اليونسكو. نالت وسام الفنون والآداب الفرنسي من رتبة ضابط عام 2012، ووسام جوقة الشرف الفرنسية من رتبة فارس عام 2019.
انطلقت مسيرة خوري المهنية سنة 1986 في “المؤسسة اللبنانية للإرسال”، واستضافت أبرز الشخصيات السياسية والثقافية العربية والعالمية في برنامجها “حوار العمر” بين عامَي 1992 و2001، قبل انضمامها إلى مجموعة “أم بي سي” سنة 2002 ومساهمتها في إطلاق قناة “العربية”، حيث قدّمت برنامج “بالعربي” بين عامَي2003 و2013.


ثم انتقلت الراحلة إلى قناة “بي بي سي عربية” سنة 2013 حيث حاورت كبار القادة والمفكّرين عن لحظات مفصلية في التاريخ المعاصر ضمن برنامج “المشهد”.
ومن ثمّ إلى قناة “سكاي نيوز عربية”، سنة 2020، مع برنامج “مع جيزال”، الذي شكّل نقطة تحوّل في شكل البرامج الحوارية وإيقاعها وتنوّع مواضيعها.
كتبت وأنتجت أفلاماً وثائقية عن أبرز القامات السياسية العربية، وأسست شركة “راوي” للإنتاج الوثائقي إلى جانب الصحافية والسفيرة سحر بعاصيري.

 

قد يعجبك ايضا