16 اكتوبر 2023
لارا السيد-بيروت
أبصر الطفل “طوفان الاقصى” النور، معلناً بقدومه انتصار ارادة الحياة على لغة القتل التي تحاصر غزة “الصامدة” بوجه آلة موت تمعن في استهداف الأبرياء بدم بارد، على مرأى ومسمع عالم اعتاد ازدواجية المعايير في التعاطي مع قضية عصية على الدفن منذ عقود، فانضم الى اقرانه الصغار الذين ينتفضون بابتسامتهم على الآلام.
“ما تخافش يا بابا…أنا بخير خليك قوي”، مواساة من طفل اختزل بكلماته “صلابة” المواجهة لشد أزر والده المصاب، ومن تحت الركام وجوه صغار غيره ، نفضوا غبار الدمار وعانقوا جروحهم الدامغة على اجسادهم النحيلة، واختاروا الوقوف مجدداً في لعبة الحرب حيث اختبروا الرعب بكل تفاصيله، ومنهم من خسر ذويه، وذنبهم الوحيد أنهم ابناء الجرح النازف في فلسطين .
في عيون اطفال غزة المتروكين لمصيرهم قصص لمأسي صغار، اختاروا أن يكتبوا التاريخ على طريقتهم، بتعابير صامتة نقلوها بنظرات “لوم وعتاب” لكل “الكبار” الذين تركوهم يواجهون وحدهم مصيرهم المجهول، ووجوه “جرّحها” التغاضي عن مأساة تجسدت شظاياها على الخدود لتُذكر بما اقترفه العالم بحقهم، معلنين التحدي علناً بأنهم باقون.
يعانق أطفال غزة آلامهم، ويعلنون التحدي من “رحم الطوفان” حيث ما عاد الموت يخيفهم، ولا القنابل ترهبهم ولا اصوات القصف ترهبهم،، فهم اعتادوا على التواجد “مرغمين” في لعبة النار”، ورموا ألعابهم جانباً، وتخلوا عن “براءتهم” بغير ارادتهم، واختاروا السير على درب النضال والصمود مهما توالت النكبات، فحملوا راية اكمال المسيرة بـ”عزيمة” التمسك بالأرض الباقية بوجودهم هناك.. ليعلنوا أنها “لن تموت”.