معرض فرانكفورت للكتاب.. ورقة سقطت من أجندة مناصري فلسطين

20 اكتوبر 2023
“نص خبر”- لارا السيد

 

لم يسلم “معرض فرانكفورت للكتاب” من ارتدادات الصراع بين ” الكيان الاسرائيلي” و”حركة حماس”، بعد أن اختار منظمو الحدث اتخاذ موقف، عادوا وتراجعوا عنه، مع طرف في صراع سياسي انعكس على نشاط ثقافي، طالته شظايا ما يحصل، ما جعله محاصراً بسهام انتقادات، عقب قراره تأجيل تكريم الكاتبة الفلسطينية عدنية شبلي بمنحها جائزة “ليبيراتوربريس” (LiBeraturpreis) الألمانية في المعرض السنوي الذي يُعد الجامع الأكبر لآلاف دور النشر والمؤلّفين، وذلك عن روايتها “تفصيل ثانوي” وهو عمل يستند إلى أحداث حقيقية لعمليات اغتصاب وقتل ارتكبها عدد من جنود الاحتلال الإسرائيلي عام 1949.

إدانات وانسحابات
لم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل أعلن المنظّمون “أن أصوات الكيان الإسرائيلي ستُعطى أهمية كبيرة في المعرض، ما أثار إدانات من مؤلّفين بارزين، بينما انسحب العديد من دور النشر العربية، كما تم توقيع رسالة مفتوحة وقّع عليها أكثر من 600 شخص اعتبروا فيها أنّ المنظّمين “يغلقون المجال أمام الصوت الفلسطيني”.
ترافق ما حصل مع اعلان بعض دور النشر العربية، أنها ستنسحب من المعرض الذي بدأ الأربعاء ويستمر إلى الأحد، ومنها: “هيئة الشارقة للكتاب”، و”جمعية الناشرين الإماراتيين”، “اتحاد الناشرين العرب”، “دار سعاد الصباح للثقافة والإبداع”، كما انسحبت وزارة التعليم الماليزية من المشاركة، وأصدر “اتحاد الكتّاب التونسيين” بياناً تضامنياً مع الكاتبة الفلسطينية عدنية شبلي.

مشاركة مؤسسات رسمية ودور نشر عربية
وعلى الرغم من المواقف المعترضة، شارك في المعرض بدورته الحالية العديد من الدول العربية التي اعتادت على المشاركة كل عام، سواء من خلال المؤسسات الرسمية أو دور النشر الخاصة، منها السعودية، الإمارات، سلطنة عمان، مصر، سوريا، قطر وغيرهم، وهم شاركوا بمؤسساتهم الرسمية مثل بمركز أبو ظبي للغة العربية، ومركز أبو ظبي الدولي للكتاب، ومبادرة ترجم، ومنتدى أبو ظبي للسلم، وإمارة الشارقة، وإمارة دبي، وجامعة حمد بن خليفة، ووزارة الثقافة بسلطنة عمان، ووزارة الثقافة السعودية، ودار الكتب، والهيئة العامة للكتاب، وغيرهم الكثير من المشاركات الرسمية، كما يشارك في المعرض العديد من دور النشر العربية التابعة لاتحاد الناشرين العرب، ودور النشر المصرية، التابعة لاتحاد الناشرين المصريين.

تراجع.. وتأكيد على “سلمية” المعرض
وكانت إدارة المعرض تراجعت عن تصريحاتها حول الأزمة الأخيرة، وإعلانها دعمها للكيان الاسرائيلي، اذ قال مديره يورغن بوس: “لقد تأثر الملايين من الأبرياء في إسرائيل وفلسطين بهذه الحرب الرهيبة، وأود أن أؤكد مرة أخرى أن تعاطفنا معهم جميعًا، يرمز معرض فرانكفورت للكتاب إلى اللقاء السلمي بين الناس من جميع أنحاء العالم منذ بداياته، كان معرض الكتاب دائمًا يدور حول الإنسانية وكان تركيزه دائمًا على الخطاب السلمي والديمقراطي، حرية التعبير هي العمود الفقري لصناعة النشر لدينا، هذا هو جوهر معرض فرانكفورت للكتاب وما يمثله المعرض”.

إلغاء تكريم عدنية شبلي

يندرج إلغاء تكريم الروائية وأكاديمية من فلسطين عدنية شبلي في اطار المساعي لنزع الشرعية والإنسانية عن كل ما هو فلسطيني، اذ قرّرت إدارة المعرض عدم تكريمها كما كان مخططًا يوم 20 تشرين الأول/أكتوبر عن روايتها “تفصيل ثانوي” التي تتناول حادثة اغتصاب جماعي وقتل لشابة بدوية على أيدي جنود إسرائيليين عام 1949. ورُشحت الرواية لجائزة الكتاب الوطني الأمريكي وجائزة البوكر الدولية.
وبحسب بيان لجنة التحكيم فإنه “في تفصيل ثانوي، تبتكر الكاتبة الفلسطينية عدنية شبلي عملًا فنيًا مكتوبًا بشكل احترافي ولغوي صارم، يروي قوة الحدود وما تفعله النزاعات العنيفة بالناس ومعهم. بحذر شديد، توجه نظرها إلى التفاصيل الصغيرة، والتفاهات التي تسمح لنا بإلقاء نظرة خاطفة على الجروح القديمة والندوب التي تتوارى تحت السطح”.
يذكر أن “ليبيراتوربريس” هي جائزة سنوية للكاتبات من دول الجنوب العالمي. تأسّست في عام 1987، وتبلغ قيمتها 3000 يورو، وتُمنح في معرض فرانكفورت للكتاب.

قد يعجبك ايضا