عمرو سلامة: الفن “سلاح الوعي” قبل أن يكون مجرد “ترفيه”

28 أكتوبر 2023

القاهرة – عمرو يوسف

رفض المخرج عمرو سلامة اقتصار نظرة البعض لمهنة الفن على اعتبارها مجرد “ترفيه” لا تجوز ممارسته وسط الظروف العصيبة التي تمر بها منطقة الشرق الأوسط بعد العدوان الصهيوني على قطاع غزة، مؤكدا أن العدو استخدم الفن كـ “سلاح” احتل به عقول العالم، ليقنعهم بحقه في ممارسة هذا العدوان، وتوقف أمام دعوات البعض لوقف الأنشطة الفنية مؤكدا أن 90 بالمئة من العاملين في الصناعة سيواجهون شبح الجوع والإفلاس.

وقال عمرو سلامة في بيان رسمي يكشف وجهة نظره إزاء دعوات وقف كل الأنشطة الفنية: “السينما ليست أجورا مستفزة لفنانين وفستان على سجادة حمرا.. الطرف الآخر انتصر وبينتصر وكسب تعاطف العالم لإنه تحكم في السردية العالمية، تحكم فيها بالفن أولا وثانيا وثالثا، الفن اللي أغرقه بقصصه وحكاياته، وقدر بيهم يتحكم في وعي العالم كله، وبعد الفن استخدم إعلام وسياسة وسلاح ورأس مال، بس كان وسيلته الأهم الفن”.

وتابع سلامة: “السينما والفن صناعة، 10% من العاملين فيها بياخدوا أجورا عالية نسبيا آه، ولكن 90% منهم ناس بتجري على أكل عيشها وعايشة بالكاد، لو توقف الفن الناس ديه هاتجوع مش هتدفع أقساطها ومش هتأكل عيالها، ماينفعش تروح لراجل في مصلحة حكومية وتقوله امضي لي ورقة فيقولك مش قادر بسبب أحداث سياسية دموية مأثرة عليا، ماينفعش تقول لميكانيكي صلح لي العربية فيقولك مش قادر صور الدمار مأثرة فيها”.

وأضاف: “هو آه اسمه ترفيه بس هو صناعة، طالما مانتاش ماسك سلاح بتحارب العدو في أرض المعركة دورك تشتغل وتعمل دورك في المجتمع، لإن ده أكل عيشك وأكل عيش ناس كثير غيرك، متفهم جدا اكتئاب أي فنان أو إنسان، وأحترم كل المواقف الشجاعة، ولو عند أي حد رفاهية عدم الشغل وهو مكتئب هيبقى مفيد يريح ويهتم بصحته النفسية، لكني أشعر بس كمان إن علنية المواقف ممكن تأذي ناس كثير غيره وتحط عليهم ضغط لا يستحقوه، وكل خوفي يكون الفنان نفسه مش مقدر فنه، وعنده صوت داخلي جواه مستهيف الفن أو مستحرمه أو مستحقره، لإن لو الفنان نفسه شايف الفن كده فده يبرر ليه شريحة كبيرة من الناس شايفه الفن كده، رقص وهلس وعري وفلوس ع الأرض وشكرا”.

واختتم سلامة: «الفن في رأيي عمل زي أي عمل، ويضاف عليه أنه قادر على تشكيل وعي البشرية، قادر إنه يطبطب عليهم في وقت صعب، قادر إنه يخلينا كإنسانية نفهم بعض أكثر، أنا كلامي أقسم بالله مش نيته مهاجمة حد -خصوصا لو حد بحبه- ولا الدفاع عن حد، هو دفاع عن مهنة فاتحة بيتي، ومهنة بتعطيني سببا للحياة، ومهنة أنا في منظوري شايفها نبيلة، ولو ماكنتش شايفها كده ماكنتش هشتغلها».