9 نوفمبر 2023
نص خبر – وكالات
بدأت فعاليات الدورة العاشرة من “مؤتمر الشارقة الدولي للمكتبات”، الذي تنظمه هيئة الشارقة للكتاب ضمن فعاليات الدورة الـ42 من معرض الشارقة الدولي للكتاب 2023، وذلك بالتعاون مع جمعية المكتبات الأمريكية، حيث يستضيف المؤتمر أمناء مكتبات وخبراء ومتخصصين من كبرى المكتبات العالمية حول العالم، ويناقش دور المكتبات في تعزيز الإبداع والتعلم الرقمي، وتعزيز إستراتيجيات الاستدامة، ويبحث أهمية القطاع المكتبي في التطوير المهني، وتأثير الذكاء الاصطناعي والوسائط المتعددة على المكتبات العامة والمدرسية.
صناعة مترابطة
وفي كلمته خلال الافتتاح، قال العامري: «آمن صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، بأنَّ المكتبات دورها مركزي وجوهري في نهضة الأمم والحضارات، وأكد أنَّ الثقافةَ والمعرفة خير ما يجتمع عليه البشر من كلّ الأجناس والأعراق والمذاهب فكان مشروع الشارقة الحضاري، مشروع معرفة. وثقافة.. وكتاب».
وأضاف: «في ظل المتغيرات المتسارعة التي يشهدها قطاع إنتاج المعرفة والوصول إليها، وفي عالم يعيش اليوم تطوراً هائلاً في تقنيات الذكاء الصناعي، تمتد على مختلف مناحي الحياة، فإن مؤتمر الشارقة الدولي للمكتبات يؤكد أنه المنصة التي تناقش وتستشرف مستقبل هذا القطاع، داعماً خيارات العاملين فيه، حيث يناقش في دورة هذا العام تأثير الذكاء الصناعي على عمل المكتبات، ويبحث فرص مساعدة أمناء المكتبات على تطوير أنماط أعمالهم، كما يتوقف عند دور المكتبات في الوصول للاستدامة وتجاوز تحديات التغير المناخي».
وتابع: «نفخر اليوم بأن تكون الشارقة هي المكان الوحيد الذي يستضيف هذا المؤتمر للعام العاشر على التوالي خارج الولايات المتحدة الأمريكية، بالتعاون مع جمعية المكتبات الأمريكية، كما نفخر بأن نحتفل قريباً بمرور مئة عام على تأسيس مكتبات الشارقة العامة، مسجلين منجزات كبيرة في التأكيد على دور المكتبة في بناء المجتمعات».
مشاريع ثقافية ملهمة
بدورها قالت إميلي درابنسكي، رئيسة جمعية المكتبات الأمريكية: «تمثل المكتبات قيمة عظيمة للمجتمعات؛ فهي تساهم في تطويرها وتحسينها من خلال توفير المعرفة والثقافة والترفيه لجميع الفئات العمرية والاجتماعية، ومن خلال تجربتي كرئيسة لجمعيات المكتبات الأمريكية، أرى كل يوم كيف تعمل المكتبات كمدينة صغيرة في العالم الكبير، حيث تجتمع الأفكار والآراء والمواهب والتحديات والحلول».
وأضافت: «المكتبات تساهم في إثراء التنوع في حياتنا؛ والتنوع يمنحنا القوة، من هنا فإننا نقدر دور العاملين فيها، الذين يمثلون حافزاً للتغيير والابتكار، ويساهمون في خلق بيئة للجميع، يجدون فيها كل ما يحتاجون إليه من فرص وموارد وخدمات، حتى الأطفال يجدون في المكتبات ملاذاً للعب والترفيه الذي يرتبطون من خلاله بالقراءة والمعرفة».
التكامل بين الذكاء الاصطناعي والمكتبات
وناقشت أولى جلسات اليوم الأول موضوع الذكاء الاصطناعي والمكتبات: التأثير والتحديات والفرص، وقدمتها الدكتورة العنود سبحي الأستاذ المساعد والمشرف على قسم تقنية المعلومات بجامعة الملك عبدالعزيز، في السعودية، مشيرة إلى أن العلاقة بين المكتبات والذكاء الاصطناعي هي علاقة تكامل، فالذكاء الاصطناعي يساعد المكتبات في تحسين جودة وكفاءة وتنوع خدماتها، مثل البحث والتصنيف والتوصية والتحليل والتخصيص والتفاعل، وبالمقابل، تساعد المكتبات الذكاء الاصطناعي في تطوير وتطبيق أدوات وأساليب جديدة لمعالجة المعلومات واكتشافها، مثل توفير المصادر والمحتويات والبيانات التي تثري مخزونه المعلوماتي.
وقالت: «تساهم التقنيات المتقدمة في تنظيم وإدارة الموارد المكتبية بشكل ملموس، إذ تتيح للعاملين إعداد الفهارس وتوصيف الكتب والمواد بطريقة ذكية وبشكل أكثر دقة وفاعلية، من خلال الاستفادة من معالجة اللغة الطبيعية، وهذا يساعد على تحسين تصنيف المكتبة، وتوفير رؤية أعمق في العناصر المتاحة، بالإضافة إلى ذلك، يستطيع الذكاء الاصطناعي التنبؤ بالكتب والمواد التي ستكون مطلوبة، مما يساعد المكتبات على إدارة مقتنياتها ومخزونها بشكل أكثر فاعلية».