20 نوفمبر 2023
القاهرة – عمرو يوسف
وجهت الفنانة ليلى علوي رسالة مؤثرة لأطفال قطاع غزة تزامنا مع احتفالات العالم بـ اليوم العالمي للطفولة، وطلبت الدعاء بالرحمة على ملائكة الجنة، الذين رحلوا جراء العدوان الصهيوني المكثف على مستشفيات ومدارس غزة، مستهدفا الأطفال والشيوخ.
ليلى علوي نشرت عبر حسابها على الفيس بوك واحدة من أشهر الصور المتداولة لأطفال غزة وهم تحت القصف وعلقت عليها قائلة:” في اليوم العالمي للطفل ووسط كل الكم الكبير للجرائم الإنسانية التي حصلت ولسه بتحصل في غزة كل يوم ضد الأطفال منقدرش إلا أننا نترحم على ملائكة الجنة اللي رحلوا ونتمنى وندعي بالسلامة لهذه الابتسامة الطفولية اللي مليانة براءة وقوة”.
ووفق الحصيلة التي أعلنتها منظمة “اليونيسف”، فمنذ بدء العدوان على القطاع وحتى الآن اُستشهد 4600 طفل من أعمار مختلفة، بينما أُصيب حوالي 9000 آلاف بإصابات مختلفة، وهناك العشرات مفقودين تحت أنقاض البنايات التي قُصفت بأسلحة العدوان الإسرائيلي.
وتوضح الأرقام حجم الكارثة الحقيقي، حيث يُشكل الأطفال في فلسطين حوالي 44% من إجمالي السكان، وفق بيانات الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، حيث يبلغ عدد الأطفال دون 18 سنة، نحو 2.39 مليون طفل؛ منهم 1.22 مليون طفل ذكر، و1.17 مليون طفلة أنثى.
وحتى الآن قُتل أكثر من 4600 طفل، بينما أصيب حوالي 9000 آخرين، ليس هذا فحسب، بل إن العديد من الأطفال مفقودين ويُعتقد أنهم مدفونين تحت أنقاض المباني والمنازل المنهارة.
“ما رأيته كان مفجعا! “.. هكذا وصفت كاثرين راسل المديرة التنفيذية لمنظمة “اليونيسف” وضع الأطفال لدى زيارتها للقطاع مؤخرا، مضيفةً: لقد تحمل الأطفال القصف والنزوح المتكرر داخل القطاع، لا يوجد مكان آمن ليلجأ إليه مليون طفل في القطاع المدمر.
وأشارت إلى الانتهاكات الجسيمة بحق هؤلاء الأبرياء؛ وتشمل هذه الانتهاكات القتل والتشويه والاختطاف والهجمات على المدارس والمستشفيات ومنع وصول المساعدات الإنسانية، مضيرة إلى أن الفتح المتقطع لمعابر غزة الحدودية أمام شحنات الإمدادات الإنسانية غير كاف لتلبية الاحتياجات المتزايدة بشكل هائل، ومع اقتراب فصل الشتاء، قد تصبح الحاجة إلى الوقود أكثر إلحاحاً ، ليضيف إلى المعاناة، إن نفاد الوقود يمثل تحديا كبيرا ، حيث أدى إلى توقف المستشفيات والمراكز الصحية عن العمل ، كما توقفت محطات تحلية المياه عن إنتاج مياه الشرب، ولن نتمكن من توزيع الإمدادات الإنسانية.
وناشدت “راسل” المجتمع الدولي لضمان حماية الأطفال ومساندتهم، وفقا للقانون الإنساني الدولي. وحدهم أطراف النزاع هم الذين يمكنهم إيقاف هذا الرعب حقاً، كما دعت إلى وقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية للإفراج الآمن عن جميع الأطفال المختطفين والمحتجزين وضمان وصول الجهات الإنسانية العاملة بشكل آمن ومستدام ودون عوائق إلى المحتاجين بكافة الخدمات والإمدادات المنقذة للحياة.”، كما يجب حماية المستشفيات ومرافق الرعاية الصحية خاصة الت تحوي الأطفال الرضع من الهجمات.
فمنذ بدء التصعيد، تقدم المنظمات الأممية الإمدادات الطبية ومستلزمات الأطفال إلى المستشفيات في المناطق الجنوبية والوسطى من القطاع، لدعم حوالي 244 ألف شخص، بما في ذلك الأطفال حديثي الولادة في وحدات العناية المركزة الأخرى لحديثي الولادة. وبالإضافة إلى ذلك، تم نقل المياه لخمسة مستشفيات بالشاحنات لتوفير الحد الأدنى وهو 3 لترات للشخص الواحد يوميًا لحوالي 50 ألف شخص.
وفي الوقت نفسه، يموت حديثو الولادة ممن يحتاجون إلى رعاية متخصصة في واحد من مستشفيات غزة الكبرى “الشفاء، مع نفاد الكهرباء والإمدادات الطبية، واستمرار العنف بآثار عشوائية.
وفي مستشفى ناصر في خان يونس لا يختلف الحال كثيرا، فهناك أطفال كثيرون ينتظرون الأدوية أملا في الحياة.
وفي جناح الأطفال حديثي الولادة بالمستشفى، كان الأطفال الصغار جداً يتشبثون بالحياة في الحاضنات، بينما كان الأطباء قلقون حيال كيفية إبقاء الآلات تعمل بدون وقود.
وتم نقل 31 طفلاً رضيعًا متشبثين بالحياة من مستشفى الشفاء في شمال غزة إلى جنوب القطاع، فحياتهم معرضة للخطر، وحالاتهم الصحية متدهورة، حيث يحاصر الجيش الإسرائيلي مستشفى الشفاء الأكبر في قطاع غزة بالدبابات بينما تحلقت فوقه الطائرات المسيرة.
حملت الحرب الدائرة في قطاع غزة للكثير من الأطفال تغييرا قاسيا طويل الأمد في حياتهم، فالبعض أصبح معاقا أو يتيما ـ على أقل تقدير ـ ما يعني حاجة هؤلاء لعملية تأهيل نفسي، فهي صدمات نفسية معقدة وطويلة الأمد، وفق المتحدث الإقليمي باسم منظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونيسيف”، سليم عويس، مشيرا إلى أن أكثر من 50 % من الأطفال في قطاع غزة بحاجة للرعاية النفسية.
وبلغ عدد حالات الاعتقال للأطفال (دون 18 سنة) 882 حالة اعتقال، ما زال منهم 150 طفلاً في سجون الاحتلال، حيث يعيشون ظروفاً اعتقاليه تخالف قواعد القانون الدولي واتفاقية حقوق الطفل، وفي حالة حرمان من طفولتهم بما فيه مواصلة دراستهم.
يجابه أطفال فلسطين مختلف أشكال العنف، فهناك حوالي 10% من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين (12-17 سنة) في فلسطين يتعرضون لأحد أشكال العنف الإلكتروني عبر إحدى وسائل التواصل الاجتماعي؛ بواقع 11% في الضفة الغربية، و9% في قطاع غزة، كما تعرض نحو 3% من الأطفال (12-17 سنة) إلى العنف من خلال الاتصالات (أي تهديد أو ابتزاز أو تحرش أشخاص أو جهات مختلفة عبر المكالمات أو الرسائل) في فلسطين؛ 3% في الضفة الغربية، 2% في قطاع غزة، وفق (جهاز الإحصاء الفلسطينى).