25 نوفمبر 2023
نص خبر – متابعة
أصدرت محكمة العدل في كوريا الجنوبية حكما بالسجن مدى الحياة على قاتلة من طراز خاص، تقتل بدافع عشق الجريمة فقط، حيث قتلت معلمة مدرسة لا تعرفها “بدافع الفضول”.
وقالت الشرطة إن جونغ يو جونغ طالبة لها من العمر 23 عاماً، كانت مهووسة ببرامج الجريمة والروايات، وحصل على درجات عالية في اختبارات الاعتلال النفسي ووصفت بالعبقرية، وقد مارست أفعالها الإجرامية وتعلقت بفكرة “محاولة القتل”، كنوع من الترف الفكري. وقد استخدمت أحد التطبيقات لمقابلة مدرسة لغة إنجليزية، وطعنتها حتى الموت في منزلها في مايو.
صدمة في المجتمع الكوري
وكان الادعاء قد طالب بعقوبة الإعدام للقاتلة، وهو طلب يقتصر عادة على أخطر الجرائم. وأخبروا المحكمة أن جونغ، وهي عاطلة عن العمل وحيدة تعيش مع جدها، كانت تبحث عن ضحايا لعدة أشهر، باستخدام تطبيق تعليمي عبر الإنترنت للعثور على هدف. وقد تواصلت في سبيل ذلك مع أكثر من 50 شخصًا وفضلت النساء، وسألتهم إذا كانوا يتلقون دروسهم في المنزل.
وفي شهر مايو، تظاهرت بأنها أم لطالب في المدرسة الثانوية يحتاج إلى دروس اللغة الإنجليزية، واتصلت بالضحية البالغة من العمر 26 عامًا، والتي تعيش في مدينة بوسان بجنوب شرق البلاد. ولم يتم الكشف عن هويتها من قبل الشرطة.
وقال ممثلو الادعاء إن جونغ ظهرت بعد ذلك في منزل المعلمة مرتدية الزي المدرسي الذي اشترته عبر الإنترنت. وبعد أن سمحت لها المعلمة بالدخول، هاجمت المرأة وطعنتها أكثر من 100 مرة، واستمرت في الهجوم المسعور حتى بعد وفاة الضحية. ثم قامت بتقطيع جثة المرأة واستقلت سيارة أجرة لإلقاء بعض الرفات في حديقة نائية بالقرب من نهر شمال بوسان.
تم القبض عليها بعد أن أبلغ سائق سيارة الأجرة الشرطة عن قيام عميل بإلقاء حقيبة ملطخة بالدماء في الغابة. وقالت الشرطة إن سجل تصفح الإنترنت لجونج أظهر أنها بحثت لعدة أشهر حول كيفية القتل وكيفية التخلص من الجثة.

ورغم وصف القاتلة بالعبقرية وبأنها تمتلك درجات عالية من العلوم النفسية، لكنها كانت مستهترة غير آبهة بما تقوم به، حيث قالت الشرطة إنها كانت مهملة، ولم تبذل أي جهد لتجنب كاميرات المراقبة، التي التقطتها أثناء دخولها وخروجها من منزل المعلمة عدة مرات وكأنها تلعب وتلهو. كما أوضح القاضي الذي أصدر الحكم في محكمة منطقة بوسان يوم الجمعة إن جريمة القتل “نشرت الخوف في المجتمع من أن يصبح المرء ضحية دون سبب” و”أثارت ذعر عام” بين المجتمع.
وطالبت جونغ، التي اعترفت بارتكاب الجريمة في يونيو، بعقوبة مخففة، قائلة إنها كانت تعاني من الهلوسة واضطرابات عقلية أخرى في ذلك الوقت. لكن المحكمة رفضت حجتها لأن الجريمة “تم التخطيط لها وتنفيذها بعناية، ومن الصعب قبول ادعائها بأنها تعاني من اضطراب عقلي وجسدي”.
وأشاروا إلى أن أقوالها للشرطة تغيرت بشكل متكرر. في البداية، قالت جونغ إنها لم تحرك الجثة إلا بعد أن قتل شخص آخر المرأة، ثم ادعت لاحقًا أن القتل حدث نتيجة مشاجرة. وفي النهاية، اعترفت بأن اهتمامها بارتكاب جريمة قتل قد أثارته برامج الجريمة والبرامج التلفزيونية.
ورغم أن كوريا الجنوبية تحتفظ بعقوبة الإعدام، إلا أنها لم تنفذ أي حكم بالإعدام منذ عام 1997.
