” فاتنة” المفتونة بالقضية

26 نوفمبر 2023
بيروت- لارا السيد

 

تتلاعب بشعرها المنسدل على كتفيها، بملامح تغلّبت فيها على الفزع، وتتمايل ببراءتها أمام عدسة الكاميرا لتسرق لحظة فرح، فهي اختارت أن تقتنص بابتسامتها “توثيقاً” لصورة توقّف فيها الزمن عند عيونها التي شعّت بالأمل.
خلفها مسرح الوجع، هناك في غزة، حيث تربعت على عرش الألم، وقفت ملكة بعد أن نفضت عنها “غبار” المعركة، وأخذت “Pause” للقطة خطفت فيها الأنظار والأضواء، ليس عن عبث، وبإرادتها عكست رسالتها التي وجهتها نهاية جلسة الأمل، مباشرة من على أرض ميدان حيث الحدث.
تلك الصغيرة التي لم يتجاوز عمرها أصابع اليدين، لم تكن وحدها “نجمة ” المشهد، واختارت ان يكون لها بصمتها عبر جلسة التصوير، وعلى طريقتها عاهدت فلسطين، التي زيّن علمها وحروفها خدّيها، بأنها ستبقى وفية للأرض الى ان يتحقّق المراد والأمل .
ففي الهدنة المؤقتة، فتية وفتيات كان لهم نصيباً من حرية، دفعوا ثمنها من عمرهم خلف القضبان، كما عبّدت الطريق لها دماء الأبرياء خارجها، فالدفاع عن القضية، له أوجه عدة، والجامع المشترك بينها يكمن في أن تبقى حيّة، ولكل “وطني” متمسك فيها منظوره الخاص في التعبير عنها.
على المسرح بشكل عام تتبدّل الأدوار، والبطل كما البطلة يرسمان النهاية، التي غالباً ما تكون لصالحهما، أما في غزة ، فاكتملت الصورة جزئياً، والكادر بات أكثر وضوحاً، بعد أن لوّحت “الفاتنة” الصغيرة، بـ”شارة النصر” من قلب الحدث، لتعلن عبر الكاميرا، بأن النهاية لم تُكتب بعد.. وللنضال تتمة على ذمة الفاتنة “المفتونة” بالقضية.

قد يعجبك ايضا