“نص خبر” -كمال طنوس
“the residene” مسلسل على نتفليكس يحكي عن جريمة غامضة داخل البيت الأبيض. عمل ضخم شيق يقع بين الدراما والكوميديا. الإخراج فيه مثير ومعقد. يكفي أن نقول إن التحقيقات تُخضع لأكثر من مئة ممثل هم موظفون وزوار البيت الأبيض ليقدم عرضاً عبارة عن لغز ساحق مكون من مئات القطع المتناثرة التي يجب جمعها في صورة واحدة لمعرفة القاتل.
إما ان تبقى أو تخرج سريعاً
مشاهدة هذا العمل يحتاج صبراً فإما أن تنسجم فيه وتقع في فخه المثير أو ينتابك التعب الضجر لكثرة أحداثه وخيوطه. ومن يكمل يرى كيف تشد خيوط الدراما وكيف تنزلق مشاهد الفكاهة وتتفتح الاحداث من حيث لا ندري في إخراج ملهم وصعب قلما نجده في الاعمال السينمائية او التلفزيونية.
المسلسل حول فضيحة قتل خيالية تورط فيها موظفو البيت الأبيض. تحقق فيها كورديليا كوب التي تؤدي دورها أوزو أدوبا ، وهي محققة غريبة الأطوار ، تسعى إلى حلّ لغز جريمة قتل وقعت خلال عشاء رسمي. وأثناء التحقيق تنشب النزاعات الشخصية بين 157 من موظفي السكن في الظهور.
أداء متميز لأوزو أدوبا
تقدم فيه الممثلة أوزو أدوبا بشخصية المحققة كوردليا كوب دوراً يمكن أن يشكل درساً في حرفية التمثيل وحرفية التحقيق في الجرائم. وهي راس حربة العمل المكون من 8 حلقات مثيرة وغامضة ومتشابكة وحدها أدوبا تبدو المحرك الذي يكشف الخبايا وتدير اللعبة بذكاء ودهاء بوجه بلا ملامح “بوكر فايس” وتثير الرعب بين الجميع.
تستخدم أوزو أدوبا الصمت والعيون الشاردة والجسد الجاف كأدوات للتحقيق. فصمتها ونظرتها كانت حافزاً للأخرين حتى يدلوا بشهادات له وقع في التحقيق. فهي التي لا تهاب أحداً مهما كان مركزه حتى الرئيس الأميركي نفسه أو الوزير الأسترالي الذي تهزأ منه وتُخضعه لتحقيقاته وتفض أسراره كلها.
إنتاج ضخم وإخراج عظيم
في هذا العمل سنتعرف على اسرار البيت الأبيض وكيف تتم المعاملة بين الموظفين الذين يعدون فوق 150 موظفاً. سننتقل في رحلة داخل ارجاءه الفخمة وأسرار غرفه ومكاتبه في انتاج كبير وضخم ومكلف سيشعر المشاهد أنه في رحلة حقيقية داخل ارجاء هذا القصر المبهم والثري والذي له الغاز كثيرة تحكم غرفه والناس الذين يعيشون في داخله. في عملية انتاج ضخمة قدمتها نتفليكس بسخاء بين أزياء ومواقع لتقدم عرضاً مذهلاً خيطه جريمة قتل لكن حوله توجد خيوط كثيرة بين فضح النفوس وبواطن الشخصيات.
على الرغم من كون هذا العمل مليئا بالشخصيات والتفاصيل والجداول الزمنية والقصة ، إلا أن “The Residence” يعمل في الغالب على النغمة الكوميدية والشخصيات البارزة مثل المحققة كورديليا وشقيق الرئيس ، تريب مورغان (جيسون لي) ، والخادم الشخصي للبيت الأبيض شيلا كانون (إدوينا فيندلي) وحماة الرئيس المحبة للفودكا نان كوكس (جين كورتين) هو تذكير دائم بأن هذا العرض لا يأخذ نفسه على محمل الجد بأي حال من الأحوال. ومع ذلك ، كان من الممكن تقليص بعض الجوانب لمشاهدة أكثر تكثيفا ، فهذه الفضفضة في الذكريات وفي تكرار بعض المشاهد يبدو متعباً ومملاً أحياناً ويقع بعيداً عن الشد والتشويق.
اكتمال المتعة
تكتمل المتعة في The Residence من اكتشاف المشاهدين للأشياء جنبا إلى جنب مع كورديليا. كل مشتبه به هو شخصية لا تنسى ، بغض النظر عن ذنبه أو براءته – من شقيق الرئيس مورغان إلى كايلي مينوغ ، التي تظهر كضيف لفترة وجيزة.
الحلقات عبارة عن سلسلة من المعضلات التي تحركها الشخصيات ، حيث تعمل كورديليا كمحور ارتكاز للجميع تقوم بفرز كل شيء حولها.
إن الجمع بين التمثيل الذي لا تشوبه شائبة والتميز التقني وفرضية الارتداد يجعل The Residence مسلسلاً ديناميكياً مشوقاً بين تحقيقات وحوارات مغموسة بالفكاهة والجدية ومترابطة بذكاء وحدة وإثارة ليقدم قصة مشوقة يريد المشاهد ان يغوص فيها أكثر.
خلاصة
The residence عمل متكامل لكل محبي الغوص في الجرائم والتحقيقات حولها. يجمع بين الإثارة والكوميديا والدراما. ذات حبكة معقدة ومثيرة وشخصيات قوية وأداء لا نشهدها إلا نادراً.