“المتوحش” من القمة إلى الهاوية.. هذه أسباب فشله

“نص خبر”- كمال طنوس

“المتوحش” yabani المسلسل التركي التي باتت نهايته وشيكة. اتضحت كل الخيوط وظهر المخفي كله في الحلقة ما قبل الأخيرة التي بثت قبل يومين. وبات سرحان “يورداير أوكور “على قاب قوسين من الموت أو دخول السجن.

هذه الشخصية المحورية في العمل التي ظهرت كأب محب لأولاده لكن سمته الطمع والكذب والقتل. رافقه هذا الاحتيال والإجرام منذ البداية في الاستيلاء على إمبراطورية سويلسالان من مال ونفوز وقام بكل سوء من أجل تحقيق أهدافه. وما زال حتى النفس الأخير يتلاعب ويقوم بأعماله الشريرة.

“المتوحش” رسم صورة بدايته بألوان عاطفية وإنسانية مع خطف طفل يامان “خالد اوزغور ساري” الذي سرعان ما وجد وبدأت الأحداث تتلاحق من حب وقرب وفراق ومكائد متتالية تبعد أو تقترب عن الحدث الرئيسي وهو خطف الطفل.

بدأ العمل في التدهور بعد أن كان محلقاً وقلت نسبة المشاهدة فاتخذ القرار بإيقافه منذ شهرين تقريباً. والنهاية اقتربت مع دم يلوث الأيدي وموت سيحصل. فهذا ما يروج له العمل في الحلقات الأخيرة مع ظهور الدم يلوث لباس وأيدي علي يامان ونسليهان “دولوناي سويسيرت” والدته التي قالت له لقد انقضى الامر دون أن ندرك تماماً من الذي قضي عليه.

لماذا تقهقر العمل بعد أن كان محلقاً؟

أسباب عديدة جعلت المشاهد ينفر من متابعة هذا العمل بالرغم من أن فصوله لم تكن طويلة.

البكاء المستمر- الدمع سيداً

هذا العمل الذي بدأ إنساني يعالج قصة الاطفال المشردين. اتضح أن خلف هذه القصة قصة أخرى قد تبدو اقوى وأعتى وهي أن يكون الاب الشرير يلعب دور الشيطان ويسبب الألم والوجع لكل من حوله دون وقوف ودون إجازة من سلوكياته.

مضاف لهذا أن سمة الدمع والبكاء كانت أساسية في العمل مما يجعل المشاهد يشعر بضيق فكل الشخصيات منتحبة وتعيش المرارة ودوماً لها تاريخ سيء ومخجل أو ظلم مدبر. كما في حالة الام نسليهان أو أبو رويا الذي سجن ومات ظلماً أو أشرف بك الذي قتل غدراً وكل الاخرين الذين قتلوا في العمل.

العمل كان يقتل كل شيء جميل ويترك للصراخ والتحدي أن يحتل كل الساحات والشخصيات.

السوداوية الطاغية

العمل بات سوداوي بامتياز الحب مشكوك به حتى ولو كان صادقاً. البريء يُقتل والمتوحش يسيطر. كل الشخصيات كانت منسوجة من وجهين ودوماً هناك غلبة للسوداوية، لم يكن هناك شخصية نقية سوى الام نسليهان. الحب في العمل مخنوق ومرذول ودوماً محاط بالعقبات. سواء حب رويا ويامان علي أو حب ألاز وأسي أو حب جسور وشاغلا. أو حب الأم وانفصالها عن حبيبها السابق الدكتور جوفان وكيف ما زالت لعنة البعد تفرقهم.

الشخصيات المزدوجة

لم تكن شخصيات العمل واضحة منذ البداية فهناك دوماً أكثر من وجه. وفي كل مرة يظهر وجه وينفي أخر. فهذه التعددية في الأوجه للشخصية الواحدة كانت منفرة. وكأن كل شيء مباح وكل شيء ممكن. فمن الحب العميق إلى الكره الأعمى ومن الخير الكريم إلى الشر المطلق.

الأحداث غير المنطقية

لعب العمل على سياق أحداث غير منطقي وغير متوقع. دوماً الصدف تلعب دوراً في صياغة الحدث. حضور شخصية متل متين والد رويا ثم موته انتحاراً حضور أبن الدكتور جوفان فجأة ثم تسفيره حضور زوجة جوفان والعمل في مشفى نسليهان ثم طلاقها ورحيلها. الكثير من الأحداث ربما بمجملها مركبة تركيباً بعيداً عن حيوية المنطق، حتى تلك التي تجمع الابطال الثابتين.

الطيبة المقتولة

كاتب العمل ومخرجه متفقان على المشاهد أن يعطوه ورقة نعي في كل مشهد. نكد وتكدير وما تبرز نقطة بيضاء حتى يتم إطفاءها من موت أوموت في البداية إلى موت الأخرين مروراً بكل الأحداث حتى إن شخصية البطل علي يامان كانت شخصية مستفزة دوماً شرس وغاضب. الاستفزاز السلبي الذي عمّ كل الأدوار والشخصيات كان مقيتاً ومدمراً. ولولا البطلة بدور نسليهان العمل في خبر كان منذ البداية. ولولا ابتكار قصة الحب بين ألاز وأسي ايضاً أتت لترش بعض الحبق على هذا الكره المفرود.

لا بد لهذا العمل الذي فيه الكثير من الاحباطات ان يلملم نفسه بطريقة ما ويأتي بخلاصات. وباتت هذه الخلاصات وشيكة وستكون منصفة. بعد أن ظهر الحق وبان الباطل. وباتت الدوائر تلف على خنّاق الشر وهو سرحان وشيبنام “شيبينام حسن” التي اساساً رضخت للقصاص ولم تكن شخصية محبوبة على مدى المسلسل. وتبقى هناك بعض القصص مفتوحة على الحب وعلاقاته التي قد يتيسر بعضها بخواتم سعيدة أو يذهب بعض الابطال في حال سبيلهم.

قد يعجبك ايضا