“نص خبر”- كمال طنوس
“حياتي الرائعة” هذا العمل الذي أبهر المشاهدين بأبطاله وأجوائه، والفخامة التي تلبس الشّر . والحب القادر على التضحية والتخلي والصداقة التي تصير عداوة ، والصفح الذي يعرفه النفوس الجليلة. سيقفل قريباً قناني عطره تاركاً في ذاكرة الجمهور وهج أبطال تعلق بهم.
بدأت خيوط مسلسل “حياتي الرائعة” التركي تتجمع لتصيغ نهاية العمل الذي بدأ في نوفمبر تشرين الثاني من العام الماضي و سينتهي قريباً في 5 يونيو / حزيران بعد ثلاث حلقات فقط ليكون بذلك قد أقفل موسمه الأول والأخير ب 30 حلقة.
وكانت قناة ناو NOW التركية قدد أعلنت منذ أكثر من شهرين عن إنهاء جميع مسلسلاتها التي تعرض هذا الموسم باستثناء مسلسل “البراعم الحمراء” ومسلسل “حب بلا حدود”.
مسلسل “حياتي الرائعة” الذي لاقى ترحيباً كبيراً مع أولى حلقاته لكن سرعان ما أخذ بالتراجع وبات يحقق عدد مشاركة أقل. مما أدى بصناع العمل إلى توقيفه واختصار أحداثه.
أسباب تألقه:
– الابطال الذي قدموا هذا المسلسل قادرين ان يلمعوا في عين المشاهد فهم من النجوم المحببين لدى الجمهور خاصة عندما تكون الجميلة هلال التنبيليك “شيبنام” والبطل أنور تونا “مسعود” ونسرين جواد زادة بدور “ميليسا” والقديرة سومرو يافروكوك بدور “أيسيل”.
– القصة التي يحبها الجمهور. إذ يدخل مسلسل “حياتي الرائعة” ضمن خانة المسلسلات الدرامية البوليسية، ذات الطابع الكوميدي والرومانسي في نفس الوقت، الشيء الذي يجعله مميزاً كونه يجمع بين كل العناصر التي يبحث عنها المشاهد في المسلسلات بشكل عام. ولاسيما عندما تكون البطلة امرأة قوية وجريئة وجميلة مثل هلال ألتنبيليك “شيبنام” وأتية من خلفية فقيرة.
– الحس الكوميدي الذي أتصف به العمل لاسيما تلك المشاهد بين شيبنام ومليسا أو أيسيل وميليسا. فحضور الجميلة نسرين جواد زادة بروحها المرحة اعطى العمل تلك النكهة المحببة التي تجعل المشاهد ينتقل بين حس المؤامرة والشر إلى أجواء فرحة وكوميدية تخفف من وطأة ذاك الشّد السلبي.
– الإبهار الذي اتصف به العمل سواء باللباس والحفلات الضخمة والاكسسوارات والسخاء كان عاملاً إيجابياً لشد عين وحواس المشاهد. مما جعل منه تحفة فنية مليئة بإغراء الجمال وقادر على أخذ المشاهد في رحلة من الاحلام وعالم الموضة والتجدد والروح العصرية الصاخبة بالمفاتن والجمال.
– ذاك الصراع بين الخير والشر. ليظهر إن كل شرّ ليس كاملاً وكل خير ليس منزهاً. هذا التداخل في نفسيات الأبطال بين الحب والكره. الصداقة والمصلحة. خلق نوع من الحماس. مضاف له نص الحوار البليغ والقوي بين الشخصيات.
النهاية الحاسمة
قد يقول البعض أن هذا العمل فشل في مكان ما. لكن من يراقب تجاوب الجمهور عبر السوشيل الميديا يدرك العكس تماماً فهذا العمل خلق حالة جعلت المشاهد يتربص بالعمل. إلا إن أسباب توقفه تأخذ عدة نواحٍ:
– هذا العمل مكلف جداً وباهظ من خلال المبالغ المسرفة على الملابس الفخمة والجواهر والحفلات الغالية وحياة اللوكس التي سادت أجواء العمل. يجعل من نهايته قريبة لوقف هذا المزراب الذي لا يعوضه ازمة مالية تمتد في جميع القطاعات لتصل الفني منها.
– حياة المؤامرة التي امتدت خلال العمل بين قتل ودفن وتربصت بكل الشخصيات وجعلتها في حالة استنفار دائم كان لا بد أن يكون هناك نهاية لهذه المقابر والكره الذي يعم الجميع.
– مع اقتراب النهاية وجدنا كيف الشخصيات بدأت تتقشر وتتغير. دون أن يفقد العمل وهجه، لتكون الخاتمة منطقية. الأصدقاء باتوا أعداء كما بحالة ديدام وشيبنام أو العكس كتوطد العلاقة بين شيبنام وأهلها. والعداوة باتت صداقة كما حصل مع شيبنام ومليسا. وكأن لا صداقة دائمة ولا عداوة دائمة.
ونحن بانتظار أن تغير آيسيل موقفها العدائي من شيبنام أو زجها في قبر أو سجن.
– على شفير النهايات بدأنا نجد الأبطال في حالة ضياع. وكل ينتظر المحاسبة ودفع الثمن أما من خلال جرائمه أو تستره على الجريمة أو الخسارة في بيته وناسه ومحبيه. كل الاحتمالات باتت مفتوحة والجميع سوف يدفع الثمن أما من روحه أو حريته أو محبة الذين حوله.
– هناك دخول لشخصية جديدة في الحلقة 28 وهي الممثلة الشهيرة نيلجون بيلجون التي ستغير لا شك الكثير من الأحداث التي تطبخ على نار عالية. لتقلب الموازين كلها. وربما تكون هي الخط الفاصل بين المُحق والمُخطئ. وحضورها سيكون الشعرة القاصفة التي تضع النهاية في القالب الصحيح، على الأرجح ستكون في صف البطلة شيبنام.