“نص خبر”- كمال طنوس
“البيت الملعون” دراما الخوف والرعب، تتفرد منصة “شاهد” بعرضه. عمل قصير من عشر حلقات يجمع أبطالا من لبنان والخليج على رأسهم هدى حسين محور العمل وبطلته.
مسلسل غامض ومخيف، أصحاب الهواجس والقلوب الضعيفة قد يجدون صعوبة بمتابعة هذا النوع من الأعمال التي تتخللها مشاهد الرعب والارواح الطائفة في البيت العتيق.
هدى حسين بطلة الظلم والقهر
هدى حسين “رزان” هي كل الحكاية في هذا العمل الشيق الغامض والمخيف. هي المرأة المظلومة الزوجة المطيعة التي تهان في كل لحظة وتجبر على التخلي عن كل ما تملك من قبل زوج مكابر وظالم زيد “خالد أمين”.
هدى حسين هي ملاك هذا العمل الثقيل برعبه وهي تشق العتمة بنور روحها ونظافة قلبها وطهر روحها. هي المرأة المظلومة والمضروبة التي تعامل كجارية من قبل زوجها واخته.
دور نحتته هدى حسين بزفرات روحها وشكلته من عصبها وملامحها المرخية بالفزع والخوف. وفي المقابل تشد على نفسها لتبقى واقفة وصامدة أمام أبنائها تضحي بروحها من أجل حمايتهم من أب ظالم على استعداد أن يقتل أولاده في حال لم يحصل على ما يريد.
هدى حسين أفردت قوة الضعف في دور ثقيل يستنهض اللهمة في مشاهديه. أكلت رزان الظلم على طول الحلقات العشر وهي تصمد بين براثن القهر. وفي كل مشهد تعرف كيف تقدم نفسها مطوية خانعة وبريئة وخائفة ترتجف كورقة في مهب الريح. وفي المقابل هي القوية المحصنة بالخُلق وقوة الشكيمة والعناد تحمي من حولها من كل هذه العتمة المرعبة.
البيت الملعون
هو البيت الذي تعيش فيه رزان مع عائلتها في لبنان، بيت يحوي تاريخاً من القهر والظلم. تملاه الأرواح الهائمة المتجسدة في كل زواياه المعتمة. هذا البيت هو ماضي وقصة رزان القديمة المملؤة بالظلم والخوف.
المشاهد لا يدرك اسرار العمل ولا ماهية الأبطال ولا أهدافهم. في كل مشهد تتعقد الحكاية أكثر ويتم التشويق أكثر والغموض. تتأجج الحبكة في السياق حتى الوصول إلى النهاية.
هو من الأعمال الدرامية الصعبة المحبوكة بعناد وقوة مغلفة بشكل جيد دون افصاح عما يجري وتصبح الحكاية مجمرة بالخوف والترقب والمُشاهد تنتقل له عدوى هذه الصراعات الدرامية المخيفة. التي خلفها معنى واحد هو الظلم والقهر.
السيناريو المتماسك
هذا العمل الذي صور في لبنان ومعظم أبطاله لبنانيين أدوا أدوراهم بحرفية كاملة. يعود تاريخ القصة إلى السبعينات فكل شيء ينبئ بذلك. مما اعطى العمل نوع من الحنين لأبطالٍ قدموا واحداً من أهم أعمالهم الدرامية.
فجاء العمل مصبوباً بقالب قوي ومنيع. المَشاهد مكثفة لا يوجد ترهل، بل أداء محفور بصياغة شديدة وسيناريو محبوك التماسك. كل كلمة لها معنى وكل حوار له مكانته الدرامية. عمل صيغ وحبك كأنه سبحة متراصة الأحجار لا يمكن التخلص أو التملص من حجر مهما كان صغيراً أو هامشياً.
يحسب لهذا العمل نوعيته. كونه يحكي عن الرعب والخوف ووفق في ذلك. ولكن الخوف ليس كل الحكاية، بل هناك قصص الابطال المتشابكة والمتداخلة والتي تدخل في المعنى الإنساني والتقاليد السائدة.
بالرغم من السوداوية بقي للنقاء مساحة واسعة
بالرغم من الظلم الذي يلون هذه الدراما لكن يبقى للحب فيها وهج اسطوري والتضحية تنكش أغواراً أعمق من الظلم وأنصع. الحب في هذا العمل أساس وجبهة مقابلة للظلم يتجلى في أبهى صور. أولها الأمومة المضحية وليس أخرها حب حبيبين عفيفين.
نقطة التوازن في هذه الدراما السوداوية هي التضحية. الأب مجرم والأم طاهرة نقية. حبيب يقتل ويهين ويدعي وأخر مستعد أن يموت من أجل من يحب. أشباح مخيفة تظهر وانسان حي مخيف أكثر من الأشباح نفسها.
باسم مغنية يقدم دوراً مثالياً في الحب والتضحية والطيبة. فرح الصراف التي تجسد دور “نادرة” قدمت دور الفتاة البارة التي تحشد لامها وللحق.
ناصر عباس الذي يجسد دور “نادر” هو خير دور لأبن نريده في كل بيت وكل أم تتمنى أن يكون لها ابناً يزود عنها ويحميها ويقف معها في وجه الظلم. الدور الذي أداه ناصر ليس بقليل وقد أتى به من كاملاً ونظيفاً ومشذباً بمهنية واحتراف رائع.
الخلطة الخليجية اللبنانية الموفقة
لم تكن الخلطة الخليجية والكويتية بالتحديد مع اللبنانية أي تضاد بل أتت متممة وكاملة بحسب القصة وزمنها ووقوعها وكيفية جريان احداثها وهذا يحسب للكاتبة نجاة حسين شقيقة الممثلة هدى حسين وللمخرج الذي عرف يصب المشاهد ويؤجج الصورة القاتمة والمخيفة ويضيء بالنور حيث يجب. ويخلط بين الأبطال بحكاية سلسة دون ادعاء وسقطات.
أبطال العمل
ومسلسل البيت الملعون مكون من ١٠ حلقات وتم تصويره بالكامل في لبنان، وهو من بطولة هدى حسين، باسم مغنية، جاسم النبهان، فادي أبي سمرا، ريم أحمد، سينتيا صموئيل، خالد أمين، أحمد إيراج، قحطان القحطاني، فرح الصراف وناصر عباس بالإضافة إلى نخبة من النجوم من لبنان والكويت، وهو من تأليف نجاة حسين شقيقة هدى حسين ومن إخراج محمد جمعة.
View this post on Instagram