نص خبر ـ متابعة
أظهرت دراسة حديثة نُشرت في مجلة “ساينس” المرموقة أن التغيرات الخلوية المرتبطة بالشيخوخة هي المسؤولة الرئيسية عن تراكم الدهون في منطقة البطن. البحث الذي بدأ على الفئران ثم تأكدت نتائجه على الخلايا البشرية، كشف أن الشيخوخة تحول الخلايا الجذعية إلى آلات لإنتاج الدهون، خاصة في منطقة البطن.
آلية بيولوجية مدهشة
ركزت الدراسة على نوع محدد من الخلايا يسمى “الخلايا السلفية الدهنية” (APCs)، وهي الخلايا المسؤولة عن تكوين الأنسجة الدهنية. عند نقل هذه الخلايا من فئران مسنة إلى فئران شابة، لاحظ الباحثون:
- تكاثراً كبيراً في الخلايا الدهنية
- تحول هذه الخلايا إلى نوع نشط يسمى الخلايا الدهنية الملتزمة (CP-As)
- زيادة ملحوظة في إنتاج الدهون
المفتاح الكيميائي: مستقبل LIFR
اكتشف الباحثون أن التحكم في هذه العملية يتم عبر مسار إشارات كيميائي داخل الجسم يعرف بـ“مستقبل عامل تثبيط اللوكيميا” (LIFR). هذا المستقبل يلعب دوراً محورياً في عملية توسع دهون البطن المرتبطة بالعمر، حيث يصبح أكثر نشاطاً مع التقدم في السن.
عوامل تزيد المشكلة سوءاً
بينما تعتبر الشيخوخة العامل الأساسي، هناك عوامل خارجية تسرع من تراكم دهون البطن:
- التوتر المزمن: يزيد إفراز الكورتيزول الذي يحفز تخزين الدهون
- قلة النوم: تعطل التوازن الهرموني وتزيد الشهية
- نمط الحياة الخامل
- التغذية غير المتوازنة
ثلاث استراتيجيات فعالة للتحكم
يقدم الخبراء ثلاث خطوات عملية لمحاربة تراكم دهون البطن المرتبط بالعمر:
1. زيادة تناول البروتين
يساعد البروتين على:
- الحفاظ على الكتلة العضلية التي تضعف مع التقدم في العمر
- تقليل تراكم الدهون الحشوية
- زيادة الشعور بالشبع
2. تحسين النوم وتقليل التوتر
تشمل الفوائد:
- خفض مستويات الكورتيزول
- تنظيم هرمونات الجوع (الجرلين واللبتين)
- تحسين حساسية الإنسولين
3. تقليل السكريات والكربوهيدرات المصنعة
هذا يساهم في:
- تقليل مقاومة الإنسولين
- منع تراكم الدهون الحشوية العميقة
- تحسين صحة التمثيل الغذائي
نظرة مستقبلية
يفتح هذا الكشف العلمي الباب أمام تطوير علاجات مستهدفة لمسار LIFR، مما قد يساعد في التحكم بتراكم الدهون المرتبط بالعمر. في الوقت الحالي، تبقى التعديلات في نمط الحياة هي الاستراتيجية الأكثر فعالية لمحاربة دهون البطن مع التقدم في السن.