“نص خبر “- كمال طنوس
إن رقصت رقص الجمهور معها وإن حكت ردد الجميع كلماتها. حركتها تصبح تقليد. انها شخصية نور “جونكا فوسلاتيري” في مسلسل “ليلى” التركي. وحدها قادرة أن تحمل العمل بين راحتيها وتضعه فوق القمة.
في حلقته الأخيرة حيث أتت بعد غياب أسبوع بسبب الحداد في تركيا لم يحقق المسلسل تلك النسبة العالية في المشاهدة. تدهور قليلاً. وقبل هذا التقهقر كانت شخصية نور قد بدأت بالتدهور والضعف وحكمها الوهن فضربت وأهينت من قبل ليلى “جيمري بايسل” الذي سمي العمل باسمها.
نور الشخصية القوية صاحبة المكائد لكنها صاحبة جرعة ذكية من الحنو والدهاء والفطنة وتعرف كيف تميل مع الريح فلا تنكسر. دورها محبب بالرغم من الجبلة السوداء التي تجبلها. هل وراء حب الجمهور لها ذكاء ممثلة قادرة أن تسربل المشاهد بالدهشة بالرغم من سوداوية الدور. أو إن الدور نفسه حقل من جاذبية. لا شك كل هذا يجتمع معاً.
لا ريب جونكا داهية في التمثيل ووحشة كاسرة. إن هزت يدها، تمايلت الأيدي وإن رفعت صوتها يصل الصوت ويردد من قبل متابعيها أنها الفنانة التي تشذب الدور وتنزله بماء العسل والزهر وتجرعه للحاضرين بالكثير من العناية والدقة فيصبح وجهها مرآة الجميع وحركتها تهتز حتى الكراسي الثابتة.
نور تضاهي الجميع بحضورها
عرفت بأنها تضرب الجميع وتعود لتضمهم تقتل القتيل وتمشي في جنازته. لكن بالرغم من هذا الدور البغيض محبوبة. تحمل تاريخاً من الأسى والعذابات تحمل حباً بالرغم من عدم شريعته إلا انها ثابتة في حبها. ثوابتها واضحة وطريقتها عمياء. وقادرة أن تخطف المشهد كله، وأن تلون الشاشة بعصبها وأدائها المتقن الجذاب.
لا أحد يضاهيها في قوة الحضور حتى ولو مرت ساكتة كل ما فيها يتكلم عيونها شرر وملامحها نار وكلام غير مكتوب بل مقروء.
أن تُضرب نور وتهان من قبل ليلى مرة ومن قبل أمها مرة أخرى. أن تكون نكرة وضعيفة أن توضع في الزاوية أن تصغر في مكانتها وتقلص حقولها فلا يمكن لها أن تجوب وتصول أثر على العمل.
لا تقدر ليلى أن تحمل قصة العمل
لا تستطيع ليلى “جيرمي بايسل” أن تحمل القصة على عاتقها وتديرها. فهي تحتاج إلى الكثير من المكياج والروح العالية والموهبة حتى تصل إلى ما وصلت له نور. فلا ابتسامتها التي تبدو في أحيان كثيرة بلهاء ولا ذكاءها وحبها يوقد ساكناً.
نور واضحة وعلانية ومعروفة بطبعها القاسي من القريب والبعيد. أما ليلى التي تتنكر بثوب البراءة ما هي سوى داهية خبيثة. تقول وتمثل وتضمر عكس نواياها وعندما جاءت ساعتها ضربت دون هوان ولم يردعها حب ولا تمني من حبيبها جيفان ولا ثقة طوفان. أنها الأفعى التي تلسع عندما ترى اليد امتدت نحوها. فلا يوجد من الخساسة أكثر من أن تقول لأمها بالتبني كل هذا المال لنا وانا سأتحكم بالجميع بعد أن أعطاها طوفان كل ممتلكاته من باب الثقة.
إن بقيت الدفة مائلة صوب ليلى في العمل وهي التي ستقود الاحداث فهذه القيادة مهددة بالذهاب بالعمل نحو الحفرة. شخصية ليلى بالرغم من أنها البطلة لكن أي شخصية في العمل تضاهيها حضوراً وجاذبية. ولا تستطيع أن تقف أمام نجومية وقدرة نور.
بعيداً عن الدور والمسلسل فوسلاتيري اسطورية في الأداء ومخالبها حاضرة حتى ولو لم تكن موجودة. بريقها الشخصي وحنكتها كممثلة وجرأتها في خلع نفسها وارتداء لباس الشخصية يجعلها دامغة في الأداء. فلا ليلى وجمال وخبثها ولا جيمري بايسل وعيونها قادرة أن تقارعها.
فإن هشمت نور في العمل، العمل كله سيهشم.