أنور بن أحمد البدي
17 مارس 2022
-أنت من حطم لعبتي ولم تبالِ. سوف أجعلك تدفع ثمن فعلتك، ولن أجعلها دون عقاب.
*لماذا تتهمني أنا وتريد الانتقام مني على أمر لم أفعله؟
خالد من حطم لعبتك ليعاقبك، لأنك ضربته ومنعته من مشاركتك اللعب بلعبتك -هكذا إذن سوف اجعله يندم.
خالد لقد أتيت بوقتك لتنال عقابك
لاتهرب سوف أضربك وتعوضني عن لعبتي التي حطمتها.
*انتظر. لم أتعمد كسرها لقد سقطت من يدي دون قصد.
-تريد أن تهرب من العقاب خذ هذه اللكمة التي تذكرك بفعلتك.
*يكفي يكفي يا أحمد لقد آذيت ابن عمك.
خالد ماذا بك يابني لماذا تبكي؟ ومن فعل بك كل هذا
أخبرني ماذا حدث يا أحمد؟
أحمد لماذا ضربت خالد؟
-ياعم لقد حطم لعبتي.
*وأنا سوف أحطم رأسك هذا عقابًا لك كي لا تتجرأ وتضرب ابني.
-أبعد يدك عن ابني لماذا تتدخل بين الأطفال
سوف أخبر أباه ليأخذ حقه منك.
*لماذا ضربت ابني ليس لك الحق، وإن مددت يدك عليه كسرتها وإن كنت عمه هكذا إذن!
هذه القصص تتكرر باختلاف تفاصيلها وتكسر الرابط العائلي وتخدش الود وتنشئ البعد والفرقة.
كل ذلك حينما يتدخل الكبار في أمر الأطفال، وهذه التدخلات في الغالب الأعم لا تستغرق سوى دقائق معدودة، ويرجع الأطفال لبعض لأنهم لايحملون الضغينه على بعضهم البعض، ولم يفسروا تصرفاتهم كما يحلو للكبار، ولا يتراشقون بالحقد.
الكبار هم من يشعلون نارًا لا يتحكمون بحدودها.
هل ماحدث سلوك معتاد؟ هل يحتاج للتقويم؟
هل يحتاج للاحتواء؟
من المقصر؟
من الذي يحتاج لضبط انفعاله؟
على الكبار أن يثيروا هذه التساؤلات قبل الاندفاع في ردة الفعل.
عليهم الإرشاد والملاحظة، لا العقاب والمحاسبة. عليهم فهم الحدث لا إصدار الأحكام المسبقة، واتهام المربين بالتقصير وعدم المبالاة، وأنهم لم يحسنوا تربية أطفالهم.
كل هذا عبث لافائدة منه.
لأخبركم من كسر اللعبة هم المتطفلون من الكبار.