“نص خبر” -بيروت
نصف قرن مضى على رحيل أم كلثوم ففي مثل هذا اليوم 3 شباط (فبراير) من عام 1975 كان الوداع لكوكب الشرق التي غابت دون أن يخفت ضوء حضورها. مالئة الدنيا واسطورة الفن والصوت الذي لم يخفت صداها. غياب أسس لتكون قاعدة الفن التي منها ينطلق التقييم.
منذ رحليها لم يرث أي فنان مكانتها وعزها وقوة صوتها وأدائها باتت الرمز الذي ينضوي تحته كل فنان عظيم. لم يقارب نجوميتها أحد وصلت صوتاً من خلال مذياع وشاشة بالأبيض والأسود ورسخت في ضمير وذاكرة العالم العربي والكون وصنعت من فنها أيقونة وصل العالم يوم كان الوصول صعب.
صنعت من القرن الماضي حقبة فنها الذي بات ارثاً يعمر لكل الأجيال الماضية والحاضرة والقادمة. فكوكبها لم ينطفأ برحيلها بل حضر بقوة ليصبح شاهداً على قيمة الفن ومعياراً لكل فن جدي وذات قيمة.
أم كلثوم التي تعتبر واحدة من عباقرة الزمن والعظماء الذين لا يظهرون سوى ندرة في العصور. كان وقع حضورها وفنها وغيابها لها الأثر العظيم في حياة مصر والشعوب العربية وبوصلة فنها لا تخطأ ولا يستطيع أحد أن يزيح نبراسها.
حقائق حول عظمة أم كلثوم
- صنفت رولينج ستون المجلة الأميركية الثقافية التي تعنى بالموسيقى والفن والسياسة أم كلثوم في المرتبة 61 في قائمتها لأعظم 200 مغني في كل العصور.
- خلال السنوات الأولى من حياتها المهنية، واجهت منافسة قوية من اثنين من المطربات البارزات: منيرة المهدية وفتحية أحمد، اللتين كانت لديهما أصوات كبيرة ومهمة. لكنها تخطت الجميع.
- في عام 1944 ، زينها الملك فاروق الأول ملك مصر بالطبقة العليا من (نيشان الكمال)،وهو وسام مخصص حصريا للملوك والسياسيين.
- عارضت العائلة المالكة بشدة زواجها المحتمل من عم الملك ، وهو رفض جرح كبريائها بشدة. دفعها ذلك إلى النأي بنفسها عن العائلة المالكة واحتضان القضايا الشعبية.
- كان عبد الناصر يحدد مواعيد خطاباته حتى لا تتدخل في العروض الإذاعية لأم كلثوم.
يدعي البعض أن شعبية أم كلثوم ساعدت أجندة عبد الناصر السياسية. على سبيل المثال، تم بث خطابات عبد الناصر وغيرها من الرسائل الحكومية بشكل متكرر مباشرة بعد الحفلات الإذاعية الشهرية لأم كلثوم. غنت العديد من الأغاني دعما لعبد الناصر ، الذي طورت صداقة وثيقة معه.
- في عام 1936 ظهرت لأول مرة كممثلة في فيلم weddad من إخراج فريتز كرامب. خلال مسيرتها المهنية ، عملت في خمسة أفلام أخرى ، أربعة منها من إخراج أحمد بدراخان.
- تعتبر قصيدة إبراهيم ناجي “الأطلال”، التي غنتها أم كلثوم عام 1966 في نسخة شخصية ولحن من تأليف سنباطي، إحدى أغانيها المميزة.
تغني لمدة خمس ساعات متواصلة
- كانت إحدى تقنياتها الارتجالية هي تكرار سطر أو موقف واحد مرارا وتكرارا ، وتغيير التركيز العاطفي والشدة بمهارة واستكشاف واحد أو مختلف من المقاييس الموسيقية (المقام) في كل مرة لجلب جمهورها إلى حالة من النشوة والنشوة المعروفة باللغة العربية باسم “طرب”. وكانت تصل مدة حفلاتها لخمس ساعات وهذا ما تعتبر معجزة.
هذا ما قاله شارل ديغول وماريا كالاس
- ألقابها كثيرة منها الست وكوكب الشرق تمت الإشارة إليها باسم “السيدة” من قبل شارل ديغول أيضا واعتبرتها ماريا كالاس “الصوت الذي لا يضاهى”. فمن الصعب قياس نطاقها الصوتي بدقة في ذروته ، حيث تم تسجيل معظم أغانيها على الهواء مباشرة.
- توفيت أم كلثوم في 3 فبراير 1975 عن عمر يناهز 76 عاما بسبب الفشل الكلوي. أقيم موكب جنازتها في مسجد عمر مكرم وأصبح حدثا وطنيا ، اجتذبت جنازتها حشدا من أكثر من 4 ملايين شخص ، وهو أكبر تجمع بشري في تاريخ مصر ، حتى أنه تجاوز جنازة الرئيس عبد الناصر.