مقتل عدلا في “بالدم”.. صفعة مدوية للمسلسل

“نص خبر”- كمال طنوس 

ماتت عدلا في الحلقة 26 من “بالدم” ومعها قتل الكثير من التشويق والجمال والابداع في العمل. 

ماتت عدلا ومات الحب النقي والكلمة الطيبة. مات الطهر على اسفلت الميناء. مات الود المرح والإنسانية المعجونة بالبساطة والطيبة. ماتت البراءة وفلت ملق الجنون. ماتت النخوة في الخطوات السريعة والكلمات العاصفة بالسماحة والدفء. ماتت عدلا قتلها شر بارد ومفضوح على مرأى كل العيون وهرب.

عدلا كانت قبان الطهر في مسلسل “بالدم” المليء بالخيانة وبيع الانسان. الصفحة النقية مُزقت من مسلسل الحياة المليئة بالبشاعة. عدلة “المشحرة” أم غدي الذي لم تلقاه سوى بدمية لها حفاض ومحارم دمع تضمه على صدرها وتطيره في الجو وتسبحه في ماء البحر تنتشله قماشاً فكان ينتشلها من بؤرة أحزانها.

عدلا الشخصية التي قطنت القلوب وسقطت في دمع العيون وزرعت في أرواحنا وجعاً ثم قتلت لتقتل كل أمل وحب كان ينتظر على ميناء الحياة الغاصبة.

هذا القتل المدمر في عمل مليء باللؤم والقسوة والانتهاك. جاءت خاتمته عذاباً ومرارة مضافة. كان يمكن لعدلا أن تبقى على قيد الحياة فهي النكرة بكل الأحوال بأثوابها الرثة ووجعها المدفون وأمومتها المطموسة وأنوثتها المنتهكة. وحياتها لن تضف شيئاً سوى لمحبيها وهم كثر.

كان يمكن لعدلة أن تموت لو لم تكن سينتيا كرم خلفها 

كان يمكن لعدلا ان تموت لو لم تكن سينتيا كرم خلفها. فهي رفعتها في محاجرنا ووشمت في ضمائرنا. والنكران الذي لفظته الحياة جعلته سينتيا معرفة كبرى. كانت تستحق الحياة حتى يقال إن في هذا الوجود رجاء.

الحلقة 26 من “بالدم” كانت من أكثر الحلقات قسوة. اجهاض تحت مسمى الصداقة. وقتل تحت مسمى الشرف. وفي كلتا الجريمتين لا صداقة ولا شرف. نادين جابر التي حيكت قصة بخيوط ذهبية لماعة لا تعرف الصدأ ولا يخفت وهجها وصورها مخرج فيليب اسمر لامع يزرع المشهد في القلب قبل العين وأبطال أشاوس لهم في الخاطر بقعة ضوء وحب. اخفقوا جميعاً عندما رحلت عدلا قبل أن تأكل “الكاتو”. الرأفة انتهكت. الطيبة سفك دمائها. والبراءة ذبحت في وريدها. لما كل هذه القسوة؟

عدلا الوردة البرية التي فاح عطرها في الدراما وفي الحياة. قتلها يعني قتل الحب والأمومة ورفع راية الظلم. شيء من الرأفة كان مطلوباً حتى يقال إن المسلسلات تزرع الامل وتبقي خيط النور مشتعلاً وتعطي للصبر قيمة. وللانتظار معنى اللقاء.

بقتل عدلا قُتل الوعد في واقع الحياة. وبقتل عدلا قتل الشوق للعمل. فهي التي حبلت ليس بغدي بل بكل هذه المشاهد المعجونة بالعرق والابداع. برحيلها رحل الكثير إن لم نقل رحل كل شيء.

ليرحل أياً كان في عمل درامي محبوك ومشبوك وذكي ومبدع. لكن رحيل أضعف شخصية وأكثر دور مشوق وملهم وقتله بهذه الطريقة الموجوعة. سقطة لن ترممها المشاهد الماستر SCENE لأن عدلا في كل مشاهدها ماستر وإقصائها كف موجع أزرق على خد العمل الدرامي ناهيك عن قتل الأمل في نفوس المشاهدين.

بعد هذا المشهد المدوي لمقتل عدلا الأجدى أن تقفل كل الكاميرات وتسدل الستائر ويذهب كل واحد في طريقه. لأن هذه النهاية نقطة وداع حاسمة للأبطال. وعندما يموت البطل ينتهي كل شيء.

 

 

View this post on Instagram

 

A post shared by Elie Merheb (@_eliemerheb)

 

قد يعجبك ايضا